الاضطهاد في المسيحية صناعة كهنوتية رهبانية !

90

الدكتورة مرفت النمر تكتب :

“في العالم سيكون لكم ضيق” هكذا قال السيد المسيح في الكتاب المقدس بانجيل يوحنا الحبيب طالما سمعها المسيحيون في الشرق و الاقباط في مصر منذ نعومة اظافرهم ولم يفكر أحد في هذه الآيه ولا تفسيرها بدقة وانما كانت كل التفاسير تُجمع علي ان الضيق يأتي من مكايد الشيطان مباشرة ولكن بعد كل الضيقات والاضطهادات التي تَعرَّض ويتعرض لها مسيحيو الشرق و اقباط مصر كان لابد من التفكير بموضوعيه والوصول الي تفسير منطقي بحث وتحليل يختلف عن تفاسير و رؤيه رجال الدين الذين فسروا الكتاب وفق رؤيتهم البشريه المحدوده للجمل والالفاظ و تفاسيرهم هذه التي خلقت وافرخت اجيال مغيبه فكريا ودينيا لا تقرأ كتابها المقدس بمفردها ولا تفكر بارادتها الحره ولم تستند الي العقل والتفكير فيما قرأت ولكن كل ما يُقرأ لابد ان يكون بمفهوم ومنظور رجال الدين وتحت اشرافهم لانهم الاوصياء ومن يمتلكون الحل والربط الي جانب الادعاء انهم المسحاء علي الارض دون اعمال العقل او حتي جرم التفكير فنجد الآيات التي تتحدث عن الضيق والتي تُصدر وتبث للشعوب المغيبه باتت امرا دينيا حتميا قدريا لا يُسمح فيه بالنقاش او الجدال الي جانب البث والتأكيد علي عبارات التسكين والتحمل والصبر علي الضيقات لأن كل هذه امور سماويه تحدث عنها الكتاب المقدس وكل من يناقشها فهو ضال ومن المهرطقين وضد تعاليم الكتاب وضمن الخارجين عن الايمان المسيحي ! وبعد دراسه متأنيه واعمالا للعقل والمنطق والتفكير والنظر بإمعان لما يحدث حولنا ويعيشه الاقباط وتفسيرا لاقوال السيد المسيح بالآية (في العالم سيكون لكم ضيق) فقد قفزت الي العقل العديد من الاسئله التي تحتاج الي اجابه لكل ذي عقل ميزه الله به عن سائر الكائنات فالجميع يمتلك المخ ولكن ليس للكل عقولا! فماذا كان يقصد السيد المسيح ومن كان يقصد تحديدا هل كان يقصد المسيحيين و المؤمنين به في العالم كله ام انه صب غضبه وسخطه ونقمته وضيقه علي الشرق فحسب ؟ وهل العثرات والاضطهادات لا تأتي إلا من الشرق ؟

ولماذا لا تنسحب مقولة السيد المسيح عن الغرب ؟ فإذا اردت معرفة الحقيقة (ففتش عن الكهنوت في الشرق) و لماذا تم تحديد الضيقات لمسيحي الشرق واقباط مصر فحسب ؟

ألم يكن مسيحيو فرنسا وانجلترا وامريكا وكندا واستراليا والمانيا وروسيا وغيرهم ممن يعيشون في الغرب مسيحيين ؟

لماذا لا يكون هناك ضيق حتي للعربي المسلم في الغرب ؟

وعلي الرغم من وجود كهنوت الشرق و الغرب إلا ان كهنوت الشرق كهنوت حزين يُصدر الكآبه و الضيقات والاضطهاد ويرجع ذلك الي ان هذا الكهنوت هو وليد الرهبنه القبطيه الي جانب انه كهنوت منعزل ومنطوي بالاضافه انه من اضطهد نفسه بنفسه فالراهب هو شخص قرر ان يضطهد نفسه ويمارس عليها شروط الرهبنه من الفقر الاختياري والطاعة والموت عن العالم وهي امور شخصيه يمارسها الشخص علي ذاته فمن الطبيعي ان يصدر هذا القهر الي الآخرين من رعاياه .واما كهنوت الغرب يتبع قول السيد المسيح (لا ينزع احد فرحكم منكم) فهناك فرق بين كهنوت يتبع ويصدر (في العالم سيكون لكم ضيق) وكهنوت آخر فرح مع الفرحين (لا ينزع احد فرحكم منكم) وهذا واضح علي مستوي الطقوس ويلاحظ انه في طقوس الكهنوت الشرقي ان القداس الآلهي يمارس بالشكل الجنائزي والقداس هنا يمثل ميلاد وآلام وصلب وقيامة السيد المسيح ولا يوجد شيء خلاف ذلك كما يغلب عليه طابع التراتيل والترانيم الجنائزيه . بينما الغرب تخلص من هذا الطقس الحزين حيث اننا في عصر النعمة وتقتصر صلواته علي الترانيم بشكل فرح علي الآلات الموسيقيه الحديثه لتشع جوا من السعاده والفرح الروحي بين المصلين في حضرة رب المجد بعكس جو الكآبه الذي يصدره الكهنوت الشرقي . ومما يؤكد ان الكهنوت الشرقي

هو المسبب الاصيل والمَصدر والمُصدِّر للمشكلات والضيقات حتي علي مستوي العالم فعندما ذهب الكهنوت الشرقي الي الغرب بزعم الرعايه الروحيه وتفقد احوال الرعيه لاقباط المهجر في الغرب وحل مشكلاته حزمت معه الكآبة والتَّزمت والمشكلات والضيقات وتأكد لبعض اقباط المهجر ان هذا الكهنوت هو من يضع له العقبات والعراقيل بزعم الحل والربط وبرغم ان معظم الغرب يمارس الزواج بالطرق المدنيه إلا ان العديد من ابناء الكنيسه المصريه متمسكين بكنيستهم القبطيه ولكن في حقيقة الامر وجدوا ان الكنيسه وكهنوتها هو من يصدر الضيق والتحريم من خلال رجاله فهناك العديد من الحالات التي تحتاج الي الزواج داخل الكنيسه المصريه في شيكاغو بالولايات المتحده الامريكيه إلا ان الكنيسه برغم انها تعلم علم اليقين ان الزوجه المصريه اصيبت بحادث ادي الي فقدانها العديد من وظائف المخ وباتت غير واعيه ولا مدركه فاقده لحواسها وتم التحفظ عليها من قبل الحكومه الامريكيه في احد دور الرعاية في شيكاغو لرعايتها صحيا منذ عدة سنوات إلا ان الكاهن المسئول عن الكنيسه هناك وهو يعلم كل التفاصيل ولديه كل الاوراق والمستندات التي تؤكد صحة موقفه قانونيا وكنسيا والتي قام الزوج بارسالها إلينا إلا ان القس ممتنع عن التصريح لهذا الزوج بالزواج من اخري! لماذا الرفض ؟

لا إجابه غير ان هذا الزوج غير مرضي عنه من قبل الكاهن!

لماذ كل هذا التعنت وممارسة صلاحياته كونه موثقا يمثل الكنيسه المصريه في الغرب وصناعة ووضع العراقيل وايقاع الآخرين في العثرات كاداري مفوض من الكنيسه الأم ومسئول عن رعيه يُسأل عنها يوما متي حل وكيف ربط ولكن نجده كهنوت صحراوي دائما يربط ويحكم الربط و العقد , فعندما تحدث السيد المسيح عن الضيق لم يحدد أو يؤكد انه يأتي من الشيطان و مملكته مباشرة وربما كان يقصد هذا إلي جانب اتباعه من بني البشر فليست كل تجربه ولا كل ضيق يكون منفذا من بعلزبول مباشرة فمن الممكن ان يكون هناك من البشر اشد ارتدادا من ابليس ذاته فإن كان هذا الضيق وتلك العثرات التي يقع فيها الاقباط ومسيحي الشرق مشوره شيطانيه فمن المؤكد انه تخطيط ابالسه وبتنفيذ بشري, ألم يكن تسليم يهوذا للمسيح فكرا شيطانيا بتخطيط وتنفيذ انسان كان اقرب للسيد المسيح من ذراعه الايسر الذي لم يمتد الي صحن الخيانه؟ واكثر قربا من عامة الشعب واليهود والكتبه والفريسيين واكثرهم عداوه للمسيح ؟ ألم يتمثل ويتجسد بعلزبول في عقل وفكر وجسد يهوذا عندما سلم سيده وبلا ذنب أو جرم ألم يسكن عقل يهوذا عندما شنق نفسه دون ان يفكر في التوبه ؟ نقف امام الله رافعين قلوبنا ونفوسنا إليه سائلين اياه متي يزيح الغمة عن الامة ؟

د/مرفت النمر

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك