السيدة العذراء سيدة حريصا وسيدة درنكة

90

مجدى جورج

اثار تمثال السيدة العذراء الذي دشنه الانبا يؤانس اول امس للسيدة العذراء بدير درنكة باسيوط والذي يصل ارتفاعه الي تسعة امتار حالة من الجدل بين رواد السوشيال ميديا ما بين مؤيد وسعيد جدا بهكذا خطوة ومابين رافض ومستنكر لها . فتعالوا نلقي نظرة سريعة علي حجة كلا الفريقين ودعونا نفترض وهذا ما اعتقده ان الاثنان لهما نفس الغيرة المقدسة علي عمل الرب :- اولا حجة المعارضين هو الاية الكتابية التي تقول : لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ.” (خر 20: 4). ثانيا وحتي لا نسفه من راي المعارضين للتمثال فان الخوف وارد لان غالبية الاقباط كادوا ان ينسوا اسم المسيح ولم يعودوا يذكروا الا القديسين وكما قال ابونا سمعان ابراهيم بالمقطم : اسم يسوع قد ضاع في الكنيسة بين القديسين . واضاف انك تدخل بيت القبطي الان فتجد صور لاغلب القديسين ولا تجد صورة للسيد المسيح. ثالثا تخوف المعارضين نابع ايضا من ان اغلب المعجزات التي نسمع عنها والظهورات التي نقرا عنها في الاونة الاخيرة هي عن اقباط يتحدثون انها حدثت لهم باسم هذا القديس او هذا الكاهن او هذا البطرك وقليل ما نسمع احدهم يقول بمعجزة حدثت له باسم السيد المسيح . رابعا حجة المعارضين ان من قام بهذا العمل وهو الانبا يؤانس يهتم كثيرا بالبزنس علي حساب خلاص الناس وعمل الرب ولذا يبحث دائما عن كل كل ما يجلب المال واخر افتكاساته كانت عرض سيارة البابا شنودة للتبرك بها . خامسا حجة المعارضين ايضا ان الكنيسة الارثوذكسية تنتقد الكنيسة الكاثوليكية بسبب التماثيل فكيف تفعل مثلها الان ؟ سادسا بالعودة الي المؤيدين فانهم يرون ان الاية الكتابية السابقة خاصة بالعهد القديم وهي الوصية الثانية لموسي فقد قام الشعب القديم بإجبار هارون أخا موسى على صناعة عجل من الذّهب، وعبدوه ورقصوا أمامه. اما الان فان ما يحدث مختلف تماما فتماثيل العذراء والقديسين موجودة في مصر وفي كل دول العالم وهذه التماثيل لم يعبدها المؤمنين ولم يتخذوها بديلا عن الله. سابعا المؤيدين يرون ايضا ان السيدة العذراء شرفت ارض مصر بزيارتها وخصوصا في دير درنكة ودير جبل الطير ( الموجود به فعلا تمثال للسيدة العذراء وان لم يكن بمثل هذا الحجم ) ولذا فان اقامة تمثال للسيدة العذراء في دير درنكة طبيعي ومنطقي وسيشجع السياحة للمنطقة ويدر دخلا علي اهل المنطقة فلماذا نرفضه . ثامنا المؤيدين يرون ايضا ان التمثال موجود في الهواء الطلق وليس داخل الكنيسة كما هو موجود في الكنائس الكاثوليكية ولذا فان زيارته لن تكون لعبادته بل ستكون زيارة له كمعلم سياحي ليس اكثر من ذلك مثل زيارة تمثال السيد المسيح الموجود في ريو دي جانيرو في البرازيل . تاسعا ان المصريين اقباطا ومسلمين يكرمون العذراء ويحبونها ويطلبون شفاعتها منذ مئات السنين ولم يذكر ابدا ان هذا الحب وهذا التكريم وهذا الاحلال تحول الي اكثر من ذلك فلماذا سيحدث غير ذلك الان ولماذا كل هذه التخوفات الان ؟ عاشرا وهذا من عندي انا فانني اري ان زيارة تمثال السيدة العذراء في لبنان ( سيدة حريصا ) والذي يقصده المسيحيين والمسلمين من كافة دول العالم تساعد علي تشجيع السياحة في لبنان وتدر علي اهله دخل اضافي فاذا كان الامر كذلك مع ان السيدة العذراء مع انها لم تزور لبنان فكيف لنا ان نرفض اقامة تمثال للسيدة العذراء في ارض مصر التي شرفتها السيدة العذراء بزيارتها واقامت فيها لمدة ثلاث سنوات واكثر ؟ في النهاية كل سنة وانتم جميعا ( مؤيدين ومعارضين ) طيبين مع اقتراب صيام السيدة العذراء .

مجدي جورج

باحث اقتصاد دولي فرنسا

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك