مئوية البابا شنودة الثالث حكيم الزمان 2ـ7عبقرية الأدارة

90

د. مرفت النمر تكتب:

منذ أن جاء قداسة البابا شنودة الثالث بطريركاً على السدة المرقسية كان يعرف جماعة شهود يهوه تمام المعرفة، فهؤلاء الشهود المزعومين يعملون منذ مؤتمرهم المنعقد فى عام 1931 لتحويل المجتمع الى الديانة اليهودية وخاصة الأقباط ومنذ هذا التاريخ بدئوا التسلل الى داخل مصر وعلى الرغم من أن نشاط تلك الجماعة قد تم حظره قانوناً إلا أنهم كانوا يعملون سراً  وهو الأمر الذى لم يكن بخاف على الكنيسة ولا رأسها ولأن هؤلاء الجماعة يعملون بطرق ملتوية حيث يعتمدون على المقابلات الشخصية مع البسطاء وضعاف النفوس من خلال زيارات منزلية يقدمون من خلال تلك الزيارات مطبوعاتهم ومنشوراتهم الأنيقة بلا مقابل أضافة الى مساعدات مادية وعينية ويعتمدون على حسن مظهرهم ولباقتهم فى الحوار لقبول الناس لهم فكان على البابا إعداد برنامج علمى متكامل لمواجه هؤلاء يشتمل 

جيل متميز من الآباء 

أدرك قداسة البابا شنودة ان مواجهه شهود يهوه تستلزم قافلة من الآباء والخدام على مستوى عالى من الإعداد خاصة وأن الشهود لا يعلنون عن أنفسهم بل يعملون متخفيين داخل المنازل وفى الشوارع والحوانيت  فكان لا بد من ربط كل مسيحى بالكنيسة ربطاً وثيقاً وهذا يتطلب فريق كبير من الآباء القساوسة والخدام لتفعيل خدمات الافتقاد والزيارات المنزلية والتى من خلالها كان يتم حصر أفراد كل أسرة بكامل بياناته عن طريق استحداث نظام العضوية الكنسية فأصبح لكل عائلة بل لكل فرد عضوية كنسية تلك العضويات التى تم تجميعها فى قاعدة بيانات تخص كل إيبارشية منفردة وتم تجميع بيانات الإيبارشيات فى قاعدة بيانات مركزية ليرتبط كل فرد داخل الكرازة المرقسية بمقر الكرسى المرقسى مباشرة وهو ما ضيق الخناق على هؤلاء الشهود فى اصطياد أفراد الكنيسة وحصر البيانات بدون تفعيل استغلال تلك البيانات لا فائدة منه ولا طائل من وراءه فالخادم والكاهن هما عماد عملية الافتقاد فتم إعداد كوادر خدمية قسمت تلك الكوادر الى فئات متخصصة فى فئات بعينها من الشعب فهناك مثلاً خدام المنازل وهؤلاء تم إعدادهم حسب طبيعة المنزل اللذين يقومون بافتقاده فالخادم الذى يزور عائلة مكونة من أب وأم وأبناء لا يستطيع دخول منازل الأرامل ومن ثم تعدد تصنيف الخدام بين خدام وخادمات ومكرسين “خدام غير متزوجين” على أن يشرف على كل مجموعة تختص بمنطقة معينة أحد الإباء الكهنة والذى لا يتوقف عملة على الإشراف فقط بل يشمل عملة الافتقاد الميدانى ويرأس هذه المجموعات قمص الكنيسة “مدبر الكنيسة” التى تخدم المنطقة ويكون الأب الأسقف على قمة الهرم الافتقادى داخل الإيبارشية تلك الإيبارشيات التى تكون فى مجموعها الكرازة المرقسية والتى تخضع للبابا مباشرة على أن الأمر لم يتوقف على ذلك فلقد اهتم البابا بإنشاء فصول لإعداد الخدام تكون مهمتها إفراز خادم متميز معد جيداً للتعامل مع عوامل الخدمة المختلفة هذا بخلاف الكورسات المتخصصة التى تشرف عليها أسقفية الشباب التى تم استحداثها لأول مرة فى عهد البابا و تم رسامة أول أسقف لها هو نيافة الأنبا موسى أول أسقف للشباب ـ أطال الله في عمرة ـ  وهكذا أصبح لدى الكنيسة خدام متخصصين فى كل مجالات الحياة تم إعدادهم على أساس منهجى علمى ليمثل هؤلاء الخدام الدرع الواقى للكنيسة والذى يصعب على شهود يهوه ومن على شاكلتهم اختراقه.

التقسيم الجغرافى للإيبارشيات

مما لاشك فيه أن هناك نهضة كبيرة فى عهد البابا البابا شنودة الثالث فى بناء الكنائس فعلى الرغم من الصعوبات القانونية التي كانت تواجه بناء تلك الكنائس إلا أن علاقة الكنيسة وآبائها وعلى رأسهم البابا بالمسئولين فى الدولة أدت الى انفراجه فى هذا الشأن نظراً لتزايد الشعب القبطى و احتياجه لبناء تلك الكنائس وهو ما كان موضع تقدير من المسئولين ولكن هذا التزايد المسترد كان يجب أن يصاحبه تركيز لا مركزى فى الخدمة حيث كان عدد الأساقفة قليل مقارنة باحتياجات الخدمة وهو الأمر الذى كان يرهق هؤلاء الإباء ولا يستطيعون الوفاء بالتزاماتهم الرعوية تجاه شعبهم ومن ثم كانت كياسة البابا فى تقسيم الإيبارشيات الكبيرة الى عدد من الإيبارشيات يقوم على كل منها أسقف وهو ما أدى بدورة الى تأسيس العديد من الإيبارشيات لتزدهر الخدمة فى طول الكرازة وعرضها كما قام قداسة البابا برسامة العديد من الأساقفة لبلاد المهجر وأفريقيا فأصبح لكل منطقة جغرافية حارساً أميناً ساهراً عليها قادراً على الوفاء بالتزاماته الأسقفية .

الرعاية الاجتماعية 

من خلال الرصد الميدانى وتقارير الخدمة التى كان يحرص البابا على متابعتها بنفسه  وجد أن الجماعة المبتدعة شهود يهوه وغيرها لا تنشط إلا فى الأوساط المتواضعة مادياً مستغلة فى ذلك احتياج بعض بسطاء الشعب من مأكل وملبس وخلافة ومن هنا قرر البابا إنشاء نظام كنسى للتكافل الاجتماعي تكون الكنيسة هى الوسيط فيه بين القادر من ابنائها والمحتاج وتم تأسيس خدمة متميزة لأخوة الرب (الفقراء) حيث يتم تحديد الاحتياجات عن طريق المسح الإفتقادى ويتم تدبيرها لتصل الى من يحتاجها دون تكبد أى مشقة او عناء، تلك الخدمة التى حرص البابا على أن يكون هو بنفسه العامل فيها حيث حدد يومين من كل أسبوع يلتقى فيها مع أبناءه من أخوة الرب من خلال “لجنة البر” ليضع نفسه خادماً للصغير قبل الكبير وتعددت الخدمات من إعالة أسر وتحمل نفقات التعليم  وتجهيز فتيات للزواج ورعاية معاقين وذوى الاحتياجات الخاصة ورعاية أيتام وأرامل والكثير من الخدمات التى كانت تنمو وتزدهر 

الرعاية الصحية

الكنيسة هى جزء من المجتمع وما يعانى منه المجتمع تعانى منة الكنيسة و  البيئة فى الريف تختلف عن البيئة فى الحضر ففى الريف ونتيجة لانحصار التعليم بين الأفراد لا يوجد هناك الوعى الصحى الكامل والذى يؤدى بدورة الى انتشار الأوبئة وتوطن بعض المراض ومن ثم كانت رؤية البابا الرعوية الشاملة فى ضرورة الرعاية الصحية لأفراد الشعب غير القادرين فخصص لذلك أماكن للعيادات داخل الكنائس التى سرعان ما أصبحت مستشفيات تم تجهيزها طبياً على أعلى مستوى لتقدم خدماتها بالمجان أو بأسعار رمزية لكل الشعب مسيحيين وغير مسيحيين وكانت هناك مشكلة واجهت تلك المستشفيات ألا وهى توفير الدواء لكل حالة مرضية فقام البابا بإنشاء صيدلية داخل كل إيبارشية تصرف الدواء لأفراد الشعب 

وهكذا تواصلت الكنيسة مع ابنائها وحاولت قدر الإمكان سد الاحتياجات التى يمكن ان تكون ثغرات يمر منها الهراطقة ولكن الكنيسة ما كانت تفعل كل هذا لضمان ولاء أبنائها فالكنيسة تقدم خدماتها للمحتاج أى كان و لا تقدم الخدمات مقابل الإيمان ولكنها تقدم تلك الخدمات محبة للجميع

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك