الدكتورة مرفت النمر تكتب :
نجدها تتردد وتستخدم كثيرا للتعتيم والاخفاء والتبرير والتجاوز لبعض الامور المزريه والمخجله والتي تصل الي حد المخالفات الماليه والعلاقات الجنسيه لبعض رجال الدين والاساءه لسمعه الآخرين من الشعب , وعلي مدار قرون من التيه والغيبوبه الفكريه والدينيه يستغلها ويستعملها بعض رجال الاعمال المرتدين الزي الكهنوتي اصبحت جمله تتردد كلما طفحت وظهرت عثرات واخطاء البعض منهم ويخرج بعدها المتنطعون والمغيبون من الببغاوات الذين يرددونها دون تفكير كونهم اعتادوا علي سماعها وغض البصر ودون البحث عن الجرم ذاته وهذا ما اعلنه الانبا تكلا صراحة بعدم احقيه او جواز انتقاد العلمانيين من الشعب القبطي لرجال الكهنوت وقام بحرمان الشماس ايمن عباس من الارثوذوكسيه علنا لقيام الشماس بانتقاد افعال وممارسات بعض القساوسه وعلي رأسهم الاسقف نفسه وقام بنزع الارثوذوكسيه عن الشماس وكأنها حكر يمتلكه و يمنحه لمن يشاء وينزعه عمن لا يروق له وتناسي انه راهب ميت خادم للشعب وليس سيدا يأمر ويطاع وتعامل مع الامر كأنه من المنزلين والمنزهين والممجدين, فمن يحاسب هذا الراهب الميت والذي خرج علينا من قبره بكل ما تحمله الاكفان من بقايا الجسد بعد تحلله ؟. فعندما ذُكرت هذه الآيه في الكتاب المقدس كان القصد منها ألا يدان احد بالباطل وان من يدين الناس بالباطل يدان بالباطل أيضا ولكن استغلها البعض للتستر علي الافعال التي تستحق العقاب وعلي ذلك ان لم يتدخل القانون تحول المجتمع الي غابه يختفي داخله المذنبين من مرتكبي اشد العنف قسوه ضد الانسان الذي فداه الله المخلص بزعم (لا تدينوا لكي لا تدانوا) , فالانجيل عندما تحدث عن الحق والمحبه وعدم الادانه كانت كلمات بعينها ومحدده وهي عدم ادانه الاخرين بالباطل ولكن لأن الكلمه مطاطه حملت اكثر من معني فقد فسرها كلا علي هواه ووفق آراءه الشخصيه والمنفعيه ومقال ما تئول اليه مثل هذه الايات فقد نجد بعض رجال المال والاعمال ممن يرتدون الزي الديني يطنطن بهذه الآيه مستندا إليها بعد كل ما يتردد عن سقطات بعض الكهنه والاساقفه فقد نجد بعض المغيبين ينتفض ذعرا عندما يتحدث احد عن بعض اخطاء وعثرات بعض رجال الكهنوت وكأنهم من المعصومين كما السيد المسيح متناسين ومتجاهلين انهم بشر يخطئون و يصيبون ويعيشون ويموتون ويأكلون ويغوطون ويقبرون ولا يقومون من الاموات كونهم فقط بشرا كهنه واساقفه ورهبانا وليسوا آلهه كما المسيح , اذا كان بطرس الرسول وهو الصخرة وقع في خطيئة الكذب رغم أنه رأي الرب يسوع رؤيه العين وعاش واكل معه ورغم ذلك وقع في الكذب , حتي يهوذا وهو اختيار السيد المسيح ولكنه كان لصا يسرق اموال التبرعات من الصندوق ومع ذلك كان رب المجد يأتمنه علي الصندوق. هذه حقيقه الطلبات نرددها اثناء الصلاه في المزمور الحادي والخمسون (هأنذا بالاثم حبلي بي وبالخطايا ولدتني امي) وهذا ما يؤكد ان الانسان مولود بالخطيه حتي وان كان راهبا أو اسقفا أو كاهنا .
فقد نشرت احد الصحف في أواخر شهر مارس 2018 عن عمليه من عمليات النصب وغسيل الاموال و يتزعم هذه المجموعه الكاهن (د.ب) راعي كنيسه مارجرجس بغيط العنب بالاسكندريه بعد ان قام بإنشاء شركة لتوظيف الاموال وادارتها لحسابه الخاص والنصب علي الاقباط باسم المسيح ونوال البركه المقدسه بمبالغ وصلت الي 45 مليون جنيه مصري وقد اقيمت ضده 16 دعوي قضائيه وتحرر العديد من المحاضر والتحقيق فيها تحت رقم 10888 بتاريخ 22 ديسمبر 2017 , والمقيده قضائيا تحت رقم 57 لسنه 2017 والتي اسفرت عن اعتراف احد معاونيه من الخدام بالكنيسه بأن جميع الاموال التي جمعوها و حصلوا عليها بحوزة الكاهن رجل الله المدعي أنه المسيح علي الارض !! إلي جانب ذلك تحررت عده محاضر أخري ضد بعض 6 اخرين من معاونيه بالاضافة الي كبير الخدام ورئيس مجلس ادارة الكنيسه المدعو (جوزيف) وهذا وفق ماجاء بالتحقيقات وبالجلسات المنعقده هذا وقد اسفرت عن ان الكاهن قام باستغلال مكانته الدينيه لاقناع ضحاياه لتوظيف اموالهم خارج البنوك واغرائهم بفائده قد تصل الي 30 بالمائه .
والشيء الذي يستحق الرثاء ان يقوم رجل الاعمال المتخفي بالزي الكهنوتي بالإساءه لسمعه احدي ضحاياه بعد مطالبتها له باموالها التي استولي عليها بزعم توظيفها عندما ارتابت في الامر قامت بطلب اموالها ولكنه ايضا استغل ثقه العميان به واخذ يدعي عليها بالباطل وخاض بسمعتها!! مرفق مع المقال مستندات الدعوي وبعض صور رسميه من المحاضر والتحقيقات لكي لا يشكك المغيبون والمنساقون من العميان والمُضللين .ونسمع لا تدينوا لكي لا تدانوا !
والشيء الذي يثير الضحك حتي البكاء هو خروج المتحدث الاعلامي الصامت للكنيسه عن طريق الواتساب ويسأل في استنكار هل ادان القضاء راعي الكنيسه؟ وفي حقيقة الامر لم نجد ردا مناسبا لسؤال المتحدث الاعلامي للكنيسه !!
وعلي صعيد آخر بعد ان يردد مرتدو الزي الكهنوتي واعوانهم لاتدينوا لكي لا تدانوا وفي تناقض غريب وبدون مبرر منطقي نجد عدم الادانه لرجال الكهنوت من الاساقفه والكهنه حصريا لهم ولابنائهم ولعائلاتهم ونجد كاهنا آخرا قام بتقديم بلاغ وتحرير محضر سرقه وقعت في مكتبه الكائن بالكنيسه السيده العذراء بالساحل وقد تبين من التحريات ان (ر.ج) وأحد ابناء كنيسه السيده العذراء وقد طلب من الكاهن مبلغ مالي علي سبيل الاقتراض لشراء توكتوك ويقوم بتسديده علي عدة شهور لكي يجد عمل يقتات منه ولكن الراعي رفض طلبه كون الملبغ المطلوب كبير وهو 30 ألف جنيها فما كان من روماني إلا انه انتظر داخل الكنيسه حتي انشغل الكاهن في عمل القداس وقام هذا الشاب بفك وحل مسامير وجوانب الباب الالوميتال الخاص بغرفة راعي الكنيسه واستولي علي ملبغ 45600 الف جنيه خاصه بالتبرعات الوارده للكنيسه وبعد التحريات وتفريغ الكاميرات تم استدراج شقيق الشاب المتهم ومن خلال شقيقه تم القبض علي الشاب واعترف ولكنه كان راجيا متعشما متنجيا في لا تدينوا هذه والتي طالما سمعها كل ايام حياته دون كلل ولا ارتياب و عرض التصالح علي الراعي لكي لا يدخل السجن ولكن لم يقبل الكاهن التنازل ولم يطبق آيه (لا تدينوا لكي لا تدانوا ) فكان عليه من اجل المحبه والمغفرة ان يتنازل عن الواقعه برمتها إن كان بالفعل مؤمنا بهذه الآيه التي يرددها بعض المدعين الايمان فلماذا يستثني الشعب من هذه الآيه وتطبق بحذافيرها علي رجال المال والاعمال المرتدين الزي الديني ؟ فهل الكهنه والاساقفه مغفورة لهم خطاياهم كونهم المسحاء؟ هذا وقد كان من الممكن التنازل لكي يخرج للمجتمع انسانا صالحا له عمل بدلا من ان يقوم بالزج بهذا الشاب في غياهب السجون ويكون هناك استجلاب للعداء من انسان متعثر ماديا فماذا يكون مصير هذا بعد دخوله السجن وبعد خروجه؟ هذا ليس دفاعا عن الشاب ولكن ان كان الكاهن فعل كما كان المسيح يفعل ويطلب المغفره لمن صلبوه كنا بالفعل نحتسب اصحاب العمم السوداء لسان الله علي الارض ولكن كل ما نسمعه مجرد فنجرة حنك وكلام للاستهلاك عن العطاء والمغفران والمحبه الزائفه , كلمه بلا خدمه زرع بلا حصاد .
فاقد الشيء لا يعطيه أيها المسحاء الكذبه . من لا يستطيع ان يفعل افعال سيده المسيح لا يُعد مسيحا ومن لا يفعل افعال الروح القدس ليس مقدسا .
تعليقات الفيسبوك
أترك تعليقك