الكاتب الأستاذ طلعت رضوان يكتب :
ورد فى التراث العربى/ الإسلامى أنّ من بين المرجعيات التى يجب على المسلمين الاعتماد عليها والأخذ بها (القرآن والسنة) ثـمّ أضاف فقهاء المذهب السنى مصطلح (إجماع الأمة) ويقصدون به (إجماع فقهاء السنه) وله شبيه فى المذهب الشيعى.
وبالرغم من مرورأكثرمن ألف سنة على هذيْن المصطلحيْن، فإنّ أعضاء الكهنوت الدينى فى المذهبيْن (السنى والشيعى) لايزالون يـُـردّدونهما ويتمسّـكون بها..وإذا كان من المفهوم موقف أعضاء الكهنوت الدينى، فى الدفاع عن رؤاهم الخاصة (والتى هى بضاعتهم التى يـُـتاجرون بها) فلماذا ينضم إليهم المحسوبون على الثقافة السائدة (من روائيين وشعراء وباحثين) بل إنّ كثيرين منهم منحهم الإعلام (الرسمى والخاص) صفة (الليبراليين)
ومن أبرزالأمثلة على ذلك المحامى الشهير(رجائى عطية) والذى شارك الحياة الثقافية ببعض الكتب التى دافع فيها عن الإسلام مثل كتابه (من هدى النبوة) وكتابه (السيرة النبوية فى رحاب التنزيل) ولكن أخطركتبه كتابه (عالمية الإسلام) الصادرعن مركزالأهرام للترجمة والنشرعام2003وهوالكتاب الذى احتفى (واحتفل) به الإسلاميون من شتى الفصائل..وكذلك كتابه (دماء على جدارالسلطة) الذى ردّد فيه كلام الشيوخ عن أنّ الإسلام لم يعرف العنف ولا الدماء..وأنّ ما حدث بين على بن أبى طالب ومعاوية (استثناءات) والاستثناء – كما فى القاعدة القانونية- لايجوزالقياس عليه أوالتوسع فيه.
وبالرغم من هذا الاهتمام بالدفاع عن الإسلام (مع غياب المنهج العلمى/ الموضوعى) فإنّ الرجل له نوازع نحوالأدب لدرجة أنه ساهم بكتابة بعض الأعمال للتليفزيون (فى شكل سيناريو) من أعمال توفيق الحكيم ويحيى حقى، أى أنه التجسيد لتناقضات (المثقف المصرى) الذى تصوّرامكانية الجمع بين الأدب والدفاع عن التراث الدينى (وشتان بين الأدب والدين) حيث أنّ الأدب اجتهاد بشرى يختلف حوله القراء والنقاد، بينما الدين لايسمح بالاختلاف..وإذا حدث تــُـوجـّـه إلى المختلف التهمة (سابقة التجهيز) الكفر.
ونتيجة هذا التناقض فى رأس الأستاذ رجائى عطية، كان أحد الذين دافعوا عن أحد مكوّنات الفقه الإسلامى: (إجماع الأمة) أى (إجماع فقهاء السنة) ومن رأيه كما كتب أنّ الاجماع: ليس إجماع أفراد بذواتهم ولاهيئة بعينها…إلخ ثم أضاف: الإجماع فى الشريعة الإسلامية ((هوكالمُستفاد من حديث النبى: لاتجتمع أمتى على ضلالة)) أى هو((إجماع الأمة الإسلامية ممثلة فى اتفاق كل العلماء المجتهدين فيها، فى عصرمن العصوربعد النبوة على حكم شرعى)) ليس ذلك (فقط) وإنما رجائى (مثله مثل أى شيخ أصولى) أضاف ((الإجماع كنزمن كنوزقدرة الإسلام على التجديد وملاحقة التطورات فى إطارالقواعد الكلية..والمبادىء الأصولية التى سنها القرآن (المجيد) والسنة النبوية..فهومصدرمن مصادرالتشريع الإسلامى..ويأتى مباشرة بعد القرآن والسنة..ولذلك فإنّ الإجماع مصدرمن مصادرالشرع الإسلامى)) ثـمّ طرح قضية: لماذا تعرّض الإجماع للترك والإهمال؟ فذكرأنّ السبب: الحكام المستبدون!! دون أنْ يـُـقدم الدليل علا كلامه..ومن جانبى فإنّ السؤال هو: هل معنى كلام رجائى أنّ فقهاء الإجماع كانوا يحرضون الجماهيرضد الحكام المستبدين؟ وأين ومتى حدث ذلك؟ وذكرمن بين أسباب ترك الإجماع، أنّ الذين أهملوه ((تذرّعوا بأنّ الإجماع بعد عصرالنبوة بات مستحيلا، لتفرق الفقهاء فى البلاد)) ومن شدة ولعه بالإجماع (ونحن فى الألفية الثالثة) قال إنه أكثرضمانـًـا من إجماع البرلمانات (من رسالته إلى د.جابرعصفور- أهرام13يوليو2018)
أعتقد أنّ الأستاذ الفاضل رجائى عطية الذى دافع عن (إجماع فقهاء السنة) تجاهل المآخذ السلبية وانعكاساتها على جماهيرأى شعب..ومن أمثلة ذلك:
أولا: معنى الإجماع فى العلوم الإنسانية (خاصة الفلسفة) أنه التطبيق العملى لسيادة (المطلق) الذى هوالعدوالشهيرلمبدأ (النسبية) وهوالمبدأ الذى نتج عنه تطور المجتمعات الإنسانية، ليس فى مجال العلوم الطبيعية (فقط) وإنما وهوالأهم فى مجال العلوم الإنسانية مثل الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع إلخ..وبفضل النسبية حققت أوروبا (فى عصرالتنوير) أهم حقيْن من حقوق الإنسان، الأول حق الاختلاف والثانى (وهوأهم من الأول) حق الخطأ، استنادًا إلى قاعدة أنّ خطأ اليوم قد يكون هوالصواب فى الغد..والعكس صحيح..وتلك القاعدة أثبت التاريخ صحتها سواء فى العلوم الطبيعية أوفى العلوم الإنسانية..والدليل على ذلك التعديلات والتصويبات التى أجراها العلماء والفلاسفة..وهذا يعنى (حياة ديناميكية) وليست (حياة السكون والجمود والتحجر) كما هوالحال فى المجتعات (المؤمنة) بالمطلق فى صورة (إجماع فقهاء المسلمين)
ثانيــًـا: تجاهل الأستاذ رجائى ما حدث فى التاريخ الإسلامى من اختلافات بين الفقهاء المسلمين..وأنّ هذا التاريخ لم يشهد تعدد المذاهب (فقط) وإنما شهد أيضـًـا تعدد (الفرق) داخل المذهب الواحد..وتجاهل سيادته ما حدث بعد وفاة نبى الإسلام، حيث خالف عمربن الخطاب النص القرآنى لأنه راعى المُـتغيرالاجتماعى..ومن أمثلة ذلك رفضه إعطاء الصدقة للمؤلفة قلوبهم تنفيذًا لنص الآية60 /التوبة ومزّق كتاب الخليفة أبوبكربالتوصية لإثنيْن طلبا الصدقة وقال لهما ((إنّ الله أعزالإسلام وأغنى عنكم فإنْ تبتم وإلاّ بيننا وبينكم السيف)) ولم يكتف بذلك وإنما منع عنهما الزكاة..وكذلك ما فعله مع نصارى بنى تغلب، فقد أنفوا (استعرّوا) من اسم (الجزية) التى تؤخذ منهم وطلبوا من عمرأنْ يأخذ منهم زكاة كالمسلمين على أنْ يضاعفها عليهم، فقبل منهم ذلك، مع أنّ النصّ صريح فى أنّ الذى يؤخذ منهم هوالجزية (عبدالمتعال الصعيدى فى كتابه المجددون فى الإسلام – هيئة قصورالثقافة- عام2007 ص35) بخلاف رفضه تطبيق حد قطع يد السارق فى عام المجاعة إلخ.
وذكرالصعيدى أنّ الحجاج بن يوسف الثقفى قتل معبد الجهنى لأنه قال بالقدر..وهشام بن عبدالملك قتل غيلان الدمشقى وكان أول من تكلــّـم فى القدروأمربقطع يديه ورجليه وصلبه وأنّ الخليفة العباسى أبوجعفر المنصورأول من أحدث تقبيل الأرض بين يديه (من 71- 74) فأين كان (إجماع الفقهاء من كل هذا)؟ والإمام الشافعى قال ((كل قرشى غلب على الخلافة بالسيف واجتمع عليه الناس فهو خليفة)) فكان تعقيب الصعيدى ((إنّ من يأخذ حقه بالسيف يكون غاصبًا..وإجماع الناس عليه بعد ذلك لايصح أنْ يُسوّغ ما وقع لأنه يكون ناشئــًـا عن عجزهم)) (95) وهكذا نرى نوع آخرمن الإجماع غيرالذى يقصده رجائى عطية..خاصة انحيازالشافعى لقبيلة قريش – كما ذكرمن أرّخوا لحياته حيث يعود نسبه إلى ابن عباس ابن الشافه ابن السائب ابن عبيد الله ابن يزيد ابن هاشم ابن عبدالمطلب ابن عبد مناف..إلخ..فهل كان الشافعى من بين (فقهاء الإجماع) أم لآ؟
وهل إجماع الفقهاء استطاع محوآفة العنصرية ضد الشعوب غيرالعربية؟
ذكرالصعيدى أنّ الفقهاء انشغلوا بمسألة مقياس الكفاءة فى النكاح (= الزواج) بين الشعوب. وكانت قمة العنصرية عند سفيان الثورى الذى قال (إذا نكح المولى العربية يُـفسخ النكاح) وبذلك قال ابن حنبل (ص96) والمولى فى اللغة العربية كل من هوغيرعربى . ارتبط الموقف العنصرى فى مسألة الزواج بالفلسفة، حيث عداء أهل السنة لها ولأصحابها، لأنّ الدين فى نظرهم عدوللفلسفة..وأنّ المُـتشددين من أهل السنة كانوا يضيقون بالعلوم الطارئة على الإسلام، فحاربوها سرًا وجهرًا وأثاروا العامة عليها..وأشاد الصعيدى بموقف ابن حنبل فى محنة خلق القرآن لأنه أصرّعلى رأيه بأنّ القرآن غيرمخلوق..وصبرعلى ما أصابه من الحبس والجلد، وهذه شجاعة فى الرأى يُحمد عليها، ولكن يؤخذ عليه أنه كان يُـكفــّـرمخالفيه الذين يقولون بخلق القرآن (من ص 107- 133) فهل كان لإجماع الفقهاء رأى فى موضوع (خلق القرآن)؟ أم أنّ غالبيتهم رضخ لمشيئة حليفة المسلمين (المأمون)؟
وفى القرن العاشرالميلادى (الرابع الهجرى) نجد أنّ الدول الإسلامية تتطاحن على المُـلك وتسوق رعاياها سوق الأنعام..ووصل التنازع بين الفرق الدينية إلى حد القتال كما حصل بين السنة والشيعة.وصارالتنازع عنصريًا، فهذه دولة عباسية صبغتها الفارسية وهذه تركية وهذه عربية، فوصل الانقسام إلى غايته فصارت دولها تتقاتل على المُـلك وتنسى أنه يجمعها دين واحد..وأبوالحسن الأشعرى بعد تبحره فى الاعتزال، صعد إلى المنبروقال ((إشهدوا علىّ أنى كنتُ على غيردين الإسلام..وإنى قد أسلمتُ الساعة)) فكتب الصعيدى ((وحينئذ يكون المعتزلة فى نظره كفارًا لامسلمين..وكان الأجدربه ألاّيتنكرلمذهب مكث معتقدًا صوابه أربعين سنة، فلا يصح أنْ ينفى الإسلام عنهم أويقال أنهم فسّاق مسلمون..وإنما هم مجتهدون يثابون على صوابهم ويُعذرون فى خطئهم)) أما الفارابى فهولم يأت بجديد يُذكرفى علوم الفلسفة..وفى كتابه (آراء أهل المدينة الفاضلة) كان متأثرًا بجمهورية أفلاطون (150- 162)
وفى القرن الحادى عشرالميلادى (الخامس الهجرى) كان المسلمون أسوأ حالامنهم فى القرن السابق..ووصلت لغة التكفيرإلى درجة أنّ ابن حزم الأندلسى كفــّـرالصوفية. أما الغزالى فقد شنــّـع على الفلسفة وكفــّـرالفلاسفة، مع أنهم كانوا يرون أنّ الفلسفة لاتتنافى مع الإسلام، وتغالى حتى قضى على الفلسفة فى المشرق، إذْ كـرّه أهله فى علومها..وكان أهل السنة يتوجسون الشر فيمن يشتغل بالفلسفة ويرمونه بالكفرفأوغلوا فى الجمود..ومنعوا الرعية من البحث والنظر، حتى أنّ ابن سينا لم يسلم من الطعن عليه فى دينه وتكفيره من أصحاب الجمود (من 178- 188)
وفى القرن الثانى عشرالميلادى (السادس الهجرى) كانت أشد حملة على الفلسفة فى دولة نورالدين ودولة صلاح الدين الأيوبى..وكان فى دولتيهما سلطان قوى لرجال الدين من الفقهاء والأشعرية..وهم معروفون بعدائهم الشديد للفلسفة، فاستباحوا دم كثيرين مثل السهروردى الذى قــُـتل بأمرصلاح الدين الأيوبى..ورغم أهمية ابن رشد فإنه لم يحاول إصلاح الحكم ولم يحاول أنْ يُـزيل العصبية الجاهلية بين المسلمين ولم يحاول نشرالتسامح بين الفرق الدينية. بل إنه لم يتورع عن رميها بالكفروالضلال، مع أنه كان أكبرمن أنْ يقف هذا الموقف من التكفيرلأنّ الفيلسوف يجب أنْ يكون واسع الأفق رحب الصدر. أما أبوالفرج الجوزى فقد كان حنبلى المذهب وفيه تعصب شديد له..وكان يذم التأويل فى الدين، وفى عهده وقع نزاع ببغداد بين أهل السنة والشيعة فى المفاضلة بين أبى بكروعلى.. ووقع إتفاق الفريقيْن بما يقوله أبوفرج، فقال ((أفضلهما من كانت ابنته تحته)) وفى سبيل تكريس الغيبيات قال ((إنّ الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام)) (208- 239)
وفى ق 13م زاد العداء للفلسفة، فحرّم ابن الصلاح المنطق والفلسفة..وقال الأشرف بن موسى (من الأيوبيين): من ذكرغيرالتفسيروالحديث أوتعرّض لكلام الفلاسفة نفيته..ومنهج الصعيدى العلمى جعله يشيد ب هولاكوالذى استولى على بغداد عام 1258 إذْ اتخذ من الفيلسوف نصيرالدين الطوسى حكيمًا ووزيرًا رغم أنّ هولاكو(وثنى) بينما كان المسلمون يتنكــّـرون للفلسفة..وإذا كان الأصوليون يدافعون عن ابن تيميه، فإنّ الصعيدى (المُـدافع عن الإسلام) أخذ على ابن تيميه تشدده على الفلاسفة..ومحاولته إبطال ما لاصلة له بالدين كعلم المنطق، وكان همه الهدم لا الإصلاح..وبسبب تعصبه الدينى جنى على المسلمين أكبرجناية، إذْ جعلهم ينفرون من المنطق والفلسفة. أما محيى الدين بن عربى الأندلسى فله اجتهادات فقهية مهمة مثل جوازإمامة المرأة للرجال والنساء. وتارك الصلاة ليس عليه قضاء.. وهومؤلف (الفتوحات المكية) و(التدريبات الإلهية) ومن أشعاره التى تــُـكرّس للتسامح ((لقد صارقلبى قابلا كل صورة / فمرعى لغزلان وديرلرهبان/ وبيت لأوثان وكعبة طائف/ وألواح توراة ومصحف قرآن/ أدين بدين الحب أنىّ توجهتْ/ ركائبه فالحب دينى وإيمانى)) وقد كفــّـره السخاوى والتفتازانى وابن حجرالعسقلانى وابن حيان وغيرهم ..وتأثــّـرتْ الجماهيربالفقهاء. فبعضها أيّـدته وبعضها كفــّـرته.. وهؤلاء كانوا يبولون على قبره (244- 281)
وفى ق 14م قال الإمام الذهبى ((إنّ الفلسفة الإلهية لاينظرفيها من يرجى فلاحه ولايركن إلى اعتقادها من يلوح نجاحه..وما دواء هذه العلوم وعلمائها إلاّ التحريق والإعدام من الوجود. إذْ أنّ الدين مازال كاملا حتى عُرّبتْ هذه الكتب ونظرفيها المسلمون، فلوأعدمتْ لكان فتحًا مبينــًـا)) أما ابن خلدون فقد أنكرما ذهب إليه الغزالى والفخرالرازى وغيرهما من خلط الفلسفة بعلم الكلام، فكان بذلك أشبه بفلاسفة أوروبا حيث الفصل بين الفلسفة والدين..وإنْ كان لم يأت بعده من يبنى على هذا الأساس..وكانت حجته أنّ طريق الفلسفة غيرطريق علم الكلام الذى هو عقائد مُـتلقاة من الشريعة كما نقلها السلف من غير رجوع إلى العقل. أما الفلسفة فيُعوّل فيها على العقل وحده..ولأنّ الصعيدى صاحب منهج علمى فقد توقــّـف عند تناقض ابن خلدون لأنه لم يكن من أنصارالفلسفة..وعقد فى مُـقدمته فصلا فى إبطال الفلسفة وفساد منتحليها..ولكنه اعترف بفائدة المنطق فى شحذ الذهن فى ترتيب الأدلة والصواب فى ترتيب البراهين. أما ابن القيم الجوزيه فقد كان مثل شيخه ابن تيميه يـُـغالى فى معاداة الفلسفة ويحط من شأن الفلاسفة ويطعن فى دينهم وعقيدتهم..وقال عن نصيرالدين الطوسى وزيرهولاكوأنه ((نصيرالكفر والإلحاد وزيرالملاحدة..واتخذ لهم مدارس.. وجعل إشارات إمام الُمُـلحدين ابن سينا مكان القرآن)) كتب ابن القيم ذلك رغم أنه كان على إتصال بالتترالذين استولوا على بلاد المسلمين. وعن أبى إسحق الشاطبى فقد ذهب فى ذمه لعلم الكلام مذهب أهل السنة.. وكان مُـتشددًا فى العقائد ويرى أنّ الناجى فرقة واحدة لاغيرهى فرقة أهل السنة (288- 311)
فهل بعد هذه الأمثلة من التاريخ العربى/ الإسلامى عن الاختلافات الحادة بين الفقهاء، يجوزالتمسك بآلية من آليات العصورالوسطى ونحن فى الألفية الثالثة؟ وإذا كان الأستاذ الفاضل رجائى عطية له أكثرمن كتاب دافع فيه عن الإسلام، فمعنى ذلك (من المفترض) أنه قرأ أمهات كتب التراث العربى/ الإسلامى، فهل قرأ (كتاب الملل والنحل) تأليف محمد بن عبدالكريم الشهرستانى، الذى ذكرالكثيرمن تفاصيل الخلافات بين الفقهاء والخلافات بين المذاهب..وكيف كفــّـروا بعضهم..ولأنّ الشهرستانى غيرعربى (من مواليد شهرستان من خراسان أحد اقاليم إيران – المتوفى عام598هـ ، أى القرن13م) وكان صاحب نظرة موضوعية وقارىء ممتازللمتغيرات الحادثة على أرض الواقع، لذلك نحت تلك الجملة الثاقية (والمكثفة) عن مفهوم التطورفقال ((نعلم – قطعـًـا ويقينــًـا – أنّ الحوادث والوقائع (فى العبادات والتصرفات) بما لايقبل الحصروالعد..ونعلم – قطعًـا أيضًا – أنه لم يرد فى كل حادثة (نص) ولايـُـتصورذلك..والنصوص إذا كانت متناهية، بينما الوقائع غيرمتناهية (فإنّ) ما لايتناهى لايضبطه ما يتناهى)) (ص453)
طلعت رضوان
تعليقات الفيسبوك
أترك تعليقك