مصر تتآمر علي نفسها

90

الدكتورة مرفت النمر تكتب :

نقلا عن : الصباح

طيله الوقت يتحدث بعض الخبراء السياسيين والأمنيين واعضاء البرلمان والمنتفعين وكل من تحصل علي نصيبه من جثة الوطن بأن هناك مؤامرات خارجيه  تُحاك لمصر ويدعي ويؤكد نجاحات حققتها مصر امام المحافل الدوليه والرأي العام العالمي ويؤكد في تصريحات رسميه بالكشف والقبض علي عدد كبير من بعض ضباط من جهات سياديه واستخباراتيه خارجيه و دوليه لعدة دول داخل الاراضي المصريه و التي تستهدفنا و تكن لنا العداء وفي تناقض سافر نجد الدوله وحكومتها وبرلمانها يقومون بفتح قنوات تعاون وثيقه وحميمه مع تلك الدول المتآمره والتي صرحت الحكومه رسميا بأن هذه الدول تعمل ضد مصر فضلا عن  استهانه الدوله المصريه بعقول المصريين وانعدام الرؤيه الموضوعيه للاحداث والتعامل مع المواطنين باستخفاف من المسئولين ,فضلا عن التصريحات و المعلومات عن تلك الدول والمؤامرات التي تخطط لها, وإن صح ما ذكرته هذه الجهات المسئوله فكان يجب علينا مقاطعه هؤلاء المتآمرين بل كان يتوجب علي الدوله المصريه سحب سفرائها لدي هذه الدول المتلاعبه بامننا القومي و غلق سفارة كل دوله تعمل علي استهداف مصر والتسلل الي اراضينا للتجسس علينا والعمل علي اسقاطنا و التي يلوح بها البعض وفي واقع الامر عندما نبحث الموقف نجد إنه ليس من المعقول ان تقوم هذه الدول بمثل هذه الخطوات الغير محسوبه لأنه بالفعل يوجد داخل مصر من ابنائها من يفعلون ذلك دون الحاجه الي قوي خارجيه كما قد يتصور البعض ! وهناك دائما من     يقوم بخلق وتصنيع الفزاعه التي تضع المواطن في حاله الرضا عما هو عليه و الترقب الدائم فيما يُحاك ضده لإلهائه ولفت الانتباه دائما الي سوريا وليبيا والعراق وما يحدث في هذه الدول والتي سقطت بعد ثورات الربيع العربي ودائما هناك تصدير صورة هذه البلاد أمام المصريين و التي انهزمت وسقطت امام الارهاب وكأن الشعب الذي مازال هناك لا يزرع ولا يأكل ولا يصنع ولا ينتج فضلا عن تجاهل دوله مثل تونس والتي نهضت بعد السقوط واتجهت للطريق الصحيح . وفي الواقع اننا لم و لن نحتاج الي من يتآمر علينا فنحن نقوم بذلك بكل اجتهاد وتفاني في وجود كل سبل الفشل السحيق دون تدخل اي قوي خارجيه فقد اصبحنا قوة داخليه معاديه لنفسها تعمل ضد الوطن والمواطن ولديها كل المقومات والدعائم والركائز الرئيسيه والاساسيه للسقوط والتي وفرتها لها الدوله بالتراخي والاهمال الاقتصادي و الفكري والديني والتعليمي والصحي والاخلاقي دون استهداف خارجي ! فلم يعد هناك ما يشير الي  تآمر الخارج ولماذا التآمر وكل ما يتطلع إليه المُتآمر مُتاح دون اي جهد أو عناء ؟؟

هل هناك ارض خصبه للارهاب كما هو الحال في مصر؟ هل اجبرتنا هذه الدول المتأمره في جلب مثل مجلس النواب الحالي الذي لا طائل منه للشعب؟ هل طالبت هذه المتآمره توقيع اعضاء البرلمان ادناه علي كل ما تتخذه الحكومه من قرارات ضد المواطن؟ هل تدخلت هذه الزمره المتآمره وقررت رفع الدعم ورفع اسعار الادويه و جلب وزراء وبرلمان عاله وعبء جديد يثقل اكتاف المواطن ؟ هل هي من قامت بتعويم الجنيه وانبطاحه امام الدولار ورفعت اسعار جميع السلع الاساسيه و زيادة فواتير المياه والكهرباء والغاز والمواصلات العامه ؟هل هي من سهلت للفاسدين الاستيلاء علي اراضي الدوله؟ هل هي من حست علي تجريف الاراضي الزراعيه واقامه المباني عليها؟ هل هي من شجعتنا لمحاربه وحبس المفكرين والتنويريين والكتاب والصحفيين؟ هل هي من حرضتنا علي تطبيق قانون ازدراء الاديان ؟ هل هي من ألقت بالمواطن فريسه لجشع التجار دون ادني رقابه ؟ هل هي من قامت بتسريب امتحانات الثانويه العامه ؟ هل هي من تركت المُنتج الواحد يباع بأكثر من سعر؟ هل هذه الدول من اجبرتنا علي رفع سعر السكر والزيت في البطاقات التموينيه التي يتعامل بها الفقراء من الشعب ؟ هل هي من منعتنا من تنقيه البطاقات التموينيه لاكثر من عام لايصال الدعم لمستحقيه؟ هل هذه الدول المتآمره من منعتنا من تطوير التعليم ومناهجه؟ هل هي من سممت مئات التلاميذ بوجباتها الفاسده داخل المدارس المصريه؟ وهل هذه الدول من منعتنا من ترشيد الاستهلاك الحكومي ؟ هل هي من حضت علي سوء معامله السياح و استغلالهم؟ هل هذه الدول من اجبرتنا علي عدم جمع القمامه من شوارع المحروسه ؟ و هل هي من علمتنا كيف نفسد ونسرق مال الشعب في الوزارت والمصالح وتقاضي الرشاوي؟ هل هي من ساهمت وساعدت في فساد المحليات ؟هل هي التي علمت الاعلام المصري كيف يطبل ويزيف الحقائق ويجتزئ المكالمات التليفونيه؟ هل هذه الدول من اجبرتنا علي اختيار المسئول الواحد لأكثر من منصب واكثر من وزاره ؟ فلماذا هذه الوزاره ؟ ولماذا تركها ؟ ولماذا تم نقله إلي وزاره جديده؟ هل هذه الدول من جعلتنا نضع بعض المستشارين في اكثر من مكان ويتقاضون اكثر من اجر؟ هل هي من منعتنا من تطبيق الحد الاقصي للاجور؟ هل هي من منعتنا من تطبيق وتنفيذ احكام القضاء؟ هل هي من منعتنا من تحقيق العداله الناجزه الي ان اصبحت عداله عاجزه؟ هل هذه الدول من اجبرت المسئول ان يركض بين اروقة ووزارت الدوله ومكاتبها المختلفه كعب دائر إلي ما شاء الله؟ وهل اجبرتنا هذه الدول المتآمره باختيار وتعيين العجائز من كبار السن وتجاهل الشباب وكأن مصر شاخت ولم تعد تقدر علي الانجاب ولم يتبقي لها غير انتظار منيتها؟ هل فرضت علينا هذه الدول اختيار بعض المسئولين بعينهم ممن عليهم علامات استفام ومتهمين بقضايا فساد ورشاوي واختلاسات وغيرها؟ هل ألزمت هذه الدول المتآمره من يقوم بالتحري والاختيار من اصحاب القرار بتعيين من يسهل السيطره عليهم؟ هل قررت هذه الدول اختيار من بطحت رؤوسهم؟ هل حددت هذه المتآمره كيفيه الأسس التي يتم بها اختيار المسئولين والوزراء؟

 هل فرضت علينا هذه الدول تعديلات وزاريه وأن يأتي الوزير الجديد بها دون رؤيه مستقبليه ولا مشروع ولا حلول للمشكلات المعروفه للقاصي والداني؟ هل هي من اجبرتنا  علي ان يتم اختيار وتولي من ليس لديهم الخبره وانما مجرد تغيير للوجوه لتسكين انين المصريين ؟ هل اضطرتنا هذه الدول ان نغض البصر ونصم الآذان عن وجود بعض المتأسلمين وإلقاء الخطب في الزوايا والمساجد والتي تحُض علي القتال جهرا والتحريم والتحليل وتكفير المختلفين معهم حتي من المسلمين؟ هل حثت هذه الدول علي الجهاد وقتل شركاء الوطن وتكفيرهم والحض علي محاربة ضباط الجيش والشرطه وقتلهم  كواجب شرعي؟ هل اجبرتنا هذه الدول علي محاربة الارهابيين ومنعتنا من محاربة الارهاب و الفكر الذي أتي بهؤلاء الارهابيين وهذه الافكار التي ارهبت العالم العربي والغربي ؟ هل هي من قررت أنه كلما جاء الحديث عن الارهاب يشار الي مصر؟ هل قامت هذه الدول بتحريض معظم من قاموا بتنفيذ بعض العمليات الارهابيه والتفجيرات والاغتيالات من المصريين في كل البلدان القيام بذلك؟ في الحقيقه إننا من نتآمر علي انفسنا والمؤامرات التي يدعي البعض وجودها ويؤكدها فما هي إلا من وحي خيال المدعي والمتحدث و في الايام القادمه سوف نجد هناك  الزريعه والمؤامرات الحقيقيه للزج بمصر ووضعها في زاويه يعلم الله وحده نتائجها ومردودها!

في حقيقه الامر اذا نظرنا بموضوعيه فيما يدور في افلاكنا سوف نجد مصر تقريبا في ذيل أي دوله من دول العالم الثالث لأننا من نعمل علي تدمير انفسنا دون الحاجه إلي تدخل خارجي فنحن نفعل ذلك علي اكمل وجه دون الحاجه الي قوي خارجيه وهذا امر يراه الجميع جليا وواضح كشمس الظهيره.

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك