الاقباط وسيلة وليسوا الهدف

90

الدكتورة مرفت النمر تكتب :

نقلا عن : صوت بلادى بامريكا

تشهد مدينه العريش معارك طاحنه علي المصريين هناك منذ عدة شهور في المناطق القريبه من حي الزهور و الصفا والمساعيد وقريتي المزرعه و عاطف السادات  وضاحية السلام ولكن لم تكن ترتقي الي حد الحرب والدائره حاليا علي الاقباط والمدنيين من اهالي العريش حيث ان هناك العديد من بعض سكان العريش لهم علاقات تصل الي المصاهره مع بعض المتطرفين والارهابيين هذا وقد ادي ذلك إلي تحالف ومساندة بعض اهالي العريش للارهابيين واخفائهم والتستر عليهم وايوائهم داخل منازلهم قبل وبعد كل العمليات الارهابيه ضد الاقباط والجيش والشرطه لذلك نجد سيناء وعلي رأسها رفح والعريش بيئه حاضنه وداعمه للارهاب اضافه الي ذلك ان هناك قناعه حقيقيه لدي المتطرفين والداعمين والحاضنين لهم ان الاقباط هم من قاموا بمساندة الدوله ودعمها في الاطاحه بالاخوان وجماعتها واعوانهم والوقوف بجانبها للتخلص من الدوله الدينيه وان المسيحيين هم من اطاحوا بحلم الخلافه المزعوم  بعد اقامة الدوله الاسلاميه ونصروا دوله المؤسسات الباغيه الكافره التي تتمثل في الجيش والشرطه وعلي رأسهما المدنيه والعلمانيه فدائما وابدا يكون الاقباط علي اول قوائم الاستهداف ويليهم رجال الشرطه والجيش فقد استشهد العقيد ياسرمحمد الحديدي من قوة مديرية امن شمال العريش اثر انفجار عبوه ناسفه زرعت في طريقه باحد شوارع العريش كما اصيب الامين حماده عبد الحفيظ والمجند احمد فكري,وبعدهما بعدة ساعات استشهد العقيد فتحي قدري اثر انفجار عبوه ناسفه زُرعت عمدا بالقرب من كمين بلازا (1) في طريق الكمين الامني والقريب من نادي الشرطه وامام قريه النخيل قام بزرعها شاب من البدو يرتدي الايش العسكري المصري واصيب كلا من النقيب احمد بهاء الدين ,والنقيب عماد شاهين ,والنقيب احمد محمد رضا,والملازماول محمد احمد عبد الحميد ,وكل هذا الاستهداف والتفجيرات والاغتيالات الخسيسه بسبب غلق عدد كبير من الانفاق التي كانت تٌشق داخل منازل بعض اهالي العريش من المنتفعين والمطلوبين في غرف النوم ودورات المياه فقد قام الجيش والشرطه خلال الاشهر الماضيه بتكبيد الارهابيين واهاليهم ومعاونيهم خسائر جسيمه في الاموال والارواح والعتاد بالاضافه الي تجفيف منابع اسواق المخدرات والتي كانت بمثابه العمل الرئيسي للغالبيه للارهابيين وزويهم واقاربهم فضلا عن سوء ادارة الدوله في التعامل مع ملف قاطني سيناء ورفح والعريش واعتبارهم ليسوا مواطنين مصريين الي جانب ان الاقباط دائما يقفون الي جانب الدوله المدنيه ونصرتها ولذلك يكونون في المواجهه الدائمه كونهم داعمين لها ولمؤسساتها بالاضافه الي انهم الحلقه الاضعف وهم اول من يقومون بتسديد فواتير الوطن وهنا نُشير الي الشعب المسيحي وليس رجال الدين المسيحي لأنهم في واقع الامر لاعلاقة لهم بتسديد اي فواتير كونهم علي راس السلطه الدينيه و التي تكون دائما وابدا مستفيده و منتفعه من التبرعات التي يتم فتح الحسابات لها فور وقوع الكوارث والمذابح التي تنفذ ضد المواطنين المسيحيين وتقع علي كاهلهم وحدهم ولا قوة لهم ولا يجدون من يحرسهم و يغلق عليهم الابواب المصفحه ولا المنازل التي تعمل بالريموت كنترول واجهزة الانذار والمراقبه بالكاميرات كونهم رعايا !!

صوت بلادي مع المهجرين بالاسماعيليه

وفي لقاء جريدة صوت بلادي مع  الاقباط المهجرين داخل الكنيسه الانجيليه كان لابد وان نطرح العديد من الاسئله لكي نتوقف علي حقيقة ما يحدث في العريش علي ارض الواقع من الاسر التي كانت من الضحايا وشهود العيان وهربت وتركت منازلها بدافع الخوف من حالات القتل المستمره ضد الاقباط مقتل 8 من الاقباط خلال ايام قليله تم ذبح يوستينا كامل والعثور علي جثتها خلف قسم ثالث العريش , وبعدها بايام وجد والدها كامل رؤوف مذبوحا فوق سطح منزله ,و الدكتور بهجت مينا, وبعدها قٌتل جمال توفيقتاجر احذيه. وقبلهم وائل يوسف يمتلك سوبر ماركت وبعدهم قاموا بحرق منزل السيده نبيله فوزي بعد ان قتلوا نجلها مدحت وزوجها سعيد حكيم وسرقة ونهب محتويات المنزل والاستيلاء علي مصوغاتها واشعال النيران في المنزل والجثتين .السؤال الذي يطرح نفسه : من اين يأتي هؤلاء القتله الارهابيين وهل الامن لا يعرف اماكن اختبائهم؟ لماذا التركيز علي قتل الرجال ؟ لماذا لا يتم التصدي لهم و القبض عليهم من قبل الشرطه ؟ الي آخر هذه التساؤلات التي تحتاج الي اجابات ممن كانوا شهود عيان وضحايا الارهاب فضلا عن ضرورة معرفه عدد النازحين والتعرف علي كل حاله علي حدي . وبسؤال السيده ماجده لبيب والدة الشهيد وائل بدأت تتحدث عما حدث في صعوبه بالغه وفي حزن شديد تذكرت واسترسلت بأن نجلها وائل يوسف 35 سنه لديه سوبر ماركت صغير يسترزق منه هو وزوجته نيفين واولاده نوفير ويوسف وقبل الحادث بعدة ايام جاءت الي نجلها عده تهديدات بالقتل ولكنه لم يهتم إلا أنه في يوم 30/1/2017 الساعه الثامنه مساءا فوجئ بسياره فيرنا لونها رصاصي يستقلها 5 افراد يحملون اسلحه وبنادق آليه تقف امام محله ونزلوا من السياره ودون سابق انذار قاموا بالدخول الي المحل وسحبه الي الشارع واطلقوا علي رأسه وابل من الرصاص امام الماره فلقي مصرعه في الحال وكانت زوجته تجلس بالداخل وعندما خرجت خلفهم تصرخ وجدت زوجها غارقا في دمائه مفارقا الحياه فظلت تصرخ امام الجميع ولم يحرك صراخها وعويلها ساكنا لنجدتها وبعد ان قام الارهابيون بنهب المحل وسرقته قاموا باحتساء المياه الغازيه وتناول بعض اكياس من الشيبسي واستقلوا السياره الفيرنا وكما ظهروا فجأة اختفوا حيث لا نعلم وبعد دقائق كنا في قسم الشرطه الذي قام بوصف لون السياره الرمادي وماركتها الفيرنا ويستقلها خمسة رجال ملثمين فكانت الاجابه بنعم !هذا يعني ان قسم الشرطه يعلم من هم وعددهم وشكل السياره ولونها ! وانتهي الامر علي هذا واستكملت ان نيفين زوجة ابنها وضعت مولودها هيرمينا بعد حادث القتل بعدة ايام ,ويؤكد الاستاذ ميشيل انطون خادم بالكنيسه الانجيليه بالاسماعيليه وهو احد الجنود المجهولين والخدام الذين استقبلوا اهالي العريش حين وصولهم الي الاسماعيليه وصرح ان الكنيسه الانجيليه استقبلت جميع المهجرين وعددهم حوالي 195 اسره وعدد الافراد 7280 وبعد عدة ايام من هروبهم الي الكنيسة الانجيليه قامت كنيسه الانبا انطونيوس والانبا بيشوي للاقباط الارثوذوكس بالتواصل معه واستضافت 143 اسره بالتعاون والمتابعه مع الكنيسه الانجيليه ومحافظ الاسماعيليه و تم نقل 25 اسره الي محافظه بورسعيد  لعدم استيعاب محافظه الاسماعيليه لكل هذه الاعداد وانه من المؤكد زياده اعداد النازحين من اهالي العريش بسبب سوء الاحوال المعيشيه بالاضافه الي القلق والخوف الذي القي بظلاله علي اكثر مناطق المحافظه .ويؤكد الاستاذ نبيل بسطا خادم بالكنيسه الانجيليه وقد كان اول من قام باستقبال المهجرين وتجهيز اماكن لهم تتناسب مع الاعداد النازحه فضلا عن تجهيزات الغرف و المطابخ وتحضير وجبات غذائيه  تكفي لهذه الاعداد الكبيره وتجهيز اماكن مناسبه للنوم والاعاشه ويستكمل انه من المتوقع زيادة اعداد الهاربين من جحيم الارهاب الذي سيطر علي عدد كبير من احياء العريش واستنادنا الي كل ما يسمعه كل دقيقه من شهود العيان واهالي الضحايا من الشهداء ومما يعانيه المواطنين النازحين وعلي رأسهم الاقباط من الخوف وعدم الاستقرار وحالات الاستهداف و القتل المستمر خصوصا وبعد سرقه التليفونات المحموله من الضحايا والحصول علي اسماء وارقام معظم المسيحيين من الاقارب والمعارف والجيران وكل من له علاقه  بالقتيل  فضلا عن سماع دوي طلقات الرصاص في احيان كثيره.

ويروي فادي شوقي طالب 17 سنه انه واثناء عودته من المدرسه في طريقه الي المنزل باحد الشوارع الجانبيه وقفت امامه نفس السياره الفيرنا الرصاصي ويستقلها نفس الاشخاص وقاموا باستيقافه ووضعوا السلاح الآلي علي رأسه وضربوه ضربا مبرحا مما ادي الي سقوطه علي الارض وقاموا بتفتيشه وسرقه كل ما كان بحوزته ووجهوا له عدة اسئله من اهمها الاستدلال علي اسماء وعناوين الاقباط من الاقارب والجيران والمعارف واسماء لجنود وضباط في الجيش والشرطه يعرفهم ومن يتعامل معهما من المدنيين فامتنع عن الاجابه واصر علي عدم معرفته بأحد في الجيش او الشرطه مطلقا ورغم الضرب الذي كان ينهال عليه لم يعطهم اي معلومه وعلل كونهم اسره في حالها ولا علاقة لهم بأحد و لم يجب علي اي سؤال وجه له بغير بكلمة (معرفش) لأنه يعلم ان مصيره الموت كما حدث مع كل من وقع بين اياديهم ولكن بعد دقائق تصادف مرور سياره شرطه تسير في الشارع الرئيسي فعندما شاهدوها تركوه علي الارض ولاذوا بالفرار تاركين فادي وبعدها مباشرة قررت الاسره كلها ان تترك العريش وتهرب الي حيث الامان لأنهم باتوا مستهدفين خصوصا بعد حالات القتل المتعدده التي حدثت خلال الايام الماضيه. وكانت عائله فادي هي اول عائله هربت من العريش الي الاسماعيليه.

ويحكي عادل منير عامل خدمات بمجلس مدينه العريش ويقيم بحي الصفا انه اثناء وجوده في احد الشوارع القريبه من عمله كانت تنتظره ذات السياره ومستقليها واخذ يتراجع الي مكان عمله وظل مختبئا فيه الي ان رحلوا دون العثور عليه وفي مره اخري نزل الي السوق لقضاء بعض الاحتياجات وفوجئ بنفس السياره ومن فيها يسألون الماره عنه بالاسم فخاف وقام بالاختباء بجانب عدد من اقفاص الخضار المهمله وعرف بعد ان رحلوا ان هناك من يبلغهم عنه ويعرفهم خط سيره وليلتها قرر الهروب من العريش وبالفعل عندما حل الظلام كان متجها الي الاسماعيليه بالكنيسه الانجيليه. وهناك العديد والمزيد من حالات اكثر الما ووجعا ولكن الكلمات لم ولن تستطيع ان تعبر عن مدي المأساه التي عاشها اهالي العريش وفي نهايه الزياره كانت المفاجاة أننا وجدنا 8 اسر من المسلمين وقد تركوا العريش بسبب الاستهداف و القتل الذي بدأ يمارس عليهم بعد هجره الاقباط فقد قام الاستاذ احمد الامير باستقبالهم بمقر احد الجمعيات الاهليه بالتعاون مع الكنيسه الانجيليه بالاسماعيليه التي قامت بارسال وجبات غذائيه وسلع تموينيه و عددا من البطاطين والمفروشات وغيرها لزوم الاعاشه .

ولكن في الحقيقه هناك عدة اسئله لابد وان نطرحها علي المسئولين وكل من يهمه الامر بما في ذلك الرأي العام لأنها ألغاز تحتاج الي اجابات وافيه واضحة .

لماذا لم تقم الدوله بخطوات استباقيه بترحيل جميع المدنيين المستهدفين لكي لا يتعرضون لمثل هذه الحالات من الاستهداف والقتل والتمثيل بالجثث ؟ لماذا تقاعست الدوله عن اداء دورها في حمايه مواطنيها ؟ لماذا لم تقم الدوله بقتل الفتنه و دحر الاتهامات التي وجهت إليها كونها مقصره وتركت الاقباط فريسه سهله للمتطرفين؟

واذا كانت السياره ومستقليها معلومين لدي الجهات الأمنيه لماذا لا يتم القبض عليهم قبل ارتكاب كل هذه الجرائم التي تعددت بشكل يومي مع استهداف الاقباط؟ هل اصبحت هذه مرحله الاستهانه بالدوله وكسر هيبتها؟! وهل الرادار الذي يستطيع التقاط ماركه السياره ولونها و اللوحات المعدنيه وما عليها من ارقام وحروف رغم صغر حجمها لا يتمكن من ان يلتقط هذه السياره المعلومه بلونها الرصاصي وماركتها الفيرنا وال5 رجال الملثمين والذين يستهدفون ويرتكبون ابشع الجرائم في اي وقت ؟

هل الدوله تحرص علي جمع المخالفات المروريه والغرامات الماليه ولا تحرص علي ارواح مواطنيها العزل من دافعي الضرائب للامن والحمايه ؟

هل تم اختراق الشرطه والخيانه من بعض رجالها وتسليم زملائهم للارهابيين؟

هل الدوله في حاله رخوه وغير قادرة علي حمايه مواطنيها وعلي رأسهم الاقباط؟

هل هناك نيه من الدوله لتفريغ سيناء والعريش من قاطنيها دون ان تتدخل ويكون الامر بعيدا عنها تماما و ان يقوم المتضرر باتخاذ مثل هذا القرار تحت الضغوط التي تمارس عليه من قبل المتطرفين هناك ؟ أم ان الدوله عاجزه امام الارهاب و انها فشلت في محاربته والقضاء عليه؟

لقد قام الشعب من بضعة سنوات بتفويض دولة المؤسسات لمحاربه الارهاب ولكن الامر الواضح ان الارهاب هو من استبق ودحر الدوله الي الداخل من سيناء الي رفح ومنها الي العريش , اذا لم يتبقي غير ان نجد المتطرفين داخل السويس والاسماعيليه ومنها الي القاهره باسلحتهم وعتادهم ! هل نترك الامر لحينه ام ماذا ؟

هل الدوله غير قادرة علي دحر الارهاب واعوانه ام ان هناك تواطئا من بعض الاجهزه بعينها وهي من تسمح لهؤلاء الارهابيين بحريه وسهوله الحركه والتنقل وارتكاب مثل هذه العمليات المنظمه والمموله ؟

ألم تشعر الدوله بأن هناك تحولا مخيفا ومفزعا في مصر وعلي رأس هذه التحولات جنازة منبع و حاضن الارهاب ومفرخته عمر عبد الرحمن والتي اظهرت مصر امام العالم بأثره بأنها اصبحت (مصرستان)؟ اي استثمار واي سياحه واي انتاج واي اقتصاد في هذا ؟؟

والسؤال الاخير هل زياره السيد الرئيس الي جهاز الامن الوطني له علاقه مباشرة بما يحدث في سيناء ورفح والعريش ؟ وهل الايام القادمه ستشهد جديد بعد اللقاء الامني المغلق؟ هل هناك خطوات استباقيه لاسترداد هيبة الدوله المهتزه والغائبه والضائعه امام المحافل الدوليه ؟ هذا ومن المؤكد ان جميع الدواعش الذين تمت تصفيتهم ينتمون الي عوائل سيناويه بعينها ومن المحتمل والمتوقع ان يبدأ التهجير من اقصي الجنوب واقصي الشرق وبممرات امنه  في سيناء , حمي الله مصر وشعبها .

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك