الدكتورة مرفت النمر تكتب :
ابدع ما يميز حضارتنا المصرية ان اجدادنا المصريين وقد أسسوها علي الماعت قانون مقاييس الاخلاق الاجتماعية والعدالة والرحمة المتكامل متجسدا في المرأة آلهه الحق والعدل والنظام في الكون قبل ظهور ايا من الاديان بآلاف السنين بما فيه من تناغم وحكمه فكانت اعظم مظاهر التجسد الآلهي للمفاهيم المجردة مُستمدة من رؤية إيمانية و قوة عُليا عادلة منظمة للكون بكل مخلوقاته, فالمصري القديم استطاع بعقله البشري المحدود ان يصل لطرق تطبيق قانون العدالة والمساواة ومما لا شك فيه ان السماء قد منحته هذه الحكمة وامدته بالقوة الآلهيه والابداع الانساني والاخلاقي متمثلا في قانون وضعي يحكم طبقا لمبادئ راسخة من الحق والعدالة وتُطبق مواده بمثابة ناموس ونظام قياسي مضبوط يناسب كل العصور فهو يكاد يمثل أساس العالم من ثوابت قومية تطبق مواده علي الكافة كون العيش في المجتمعات لابد وان يكون لها قوانين وضعية تحكمه وتتفق مع الجميع حتي تتحقق العدالة والمساواة والنظام والانسجام
وفي هذه القوانين نجدها كتبت بصيغة الاعترافات المنفية وليس بصيغة الأمر والنهي والتهديد كون الأمر والنهي يفرض الاخلاق بالقوه ولذلك يكون مصحوبا بالتهديد والوعيد ولغة الامر والنهي والارهاب فهذه الطرق ليست لغة الهيه فلغة التهديد والوعيد لغة تٌخاطب في الانسان غريزة الخوف وقانون ماعت هو جوهر الفضيلة التي اودعها الله داخل الانسان وفيه نجد النفي المطلق لكل الخطايا والمبيقات التي تسيء للمجتمع .
فكانت كلمة (انا) تسبق كل عبارات النفي :
انا لم ارتكب خطية, انا لا اسلب الآخرين مملكاتهم بالاكراه, لم اسرق, لم اقتل, لم اسرق الطعام, لم اختلس القرابين, لن العن ولا اشتم, لم اغلق اذناي عن سماع كلمات الحق, لم ازني, لم اتسبب في إيذاء الآخرين, لم اعتد علي احد, لم اغش أو اخدع احد, لم اغتصب ارض احد, لم اتجسس علي احد, لم الفق تهمه لاحد, لم أغضب احد, لم اغوي زوجة احد, لم ادنس وانجس جسدي, لم اقوم بإرهاب احد, لم اخالف القانون, لم استخدم العنف ضد احد, لم اهدد سلام احد, لم اتصرف بغوغائية بدون تفكير, لم اتدخل فيما لا يعنيني, لا اتحدث بالنميمة, لم افعل الشر, لم يصدر مني افكار وافعال شريره, لم الوث ماء النيل, لم اتحدث بغضب اواستعلاء, لم اضع نفسي موضع الشبهات, لم اسرق ما يخص النترو (ما للآله), لم انبش القبور ولم اسئ الي الموتي ,لم اخطف لقمة من فم طفل ولا جائع ولا يتيم ولا ارملة , لم اخرب المباني والمعابد وغيرها من المواد الاخلاقية, فهل حكمة الانسان وعدالته تفوق عدالة ورحمة الله الخالق؟ حاشا. فكانت المرأة المصرية ملكة وقائدة حروب والهة وربة منزل في مصر وكان الله الخالق الواحد ايضا موجود ولم ينعتها الله بكلمة عورة ولم يصفها يوما انها نصف الذكر وان للذكر مثل حظ الانثيين ولم يلعنها ولم يشبهها بالحمار والكلب, فهل من المنطقي ان يلعن الله خليقة يده؟ وهل يخلق الكلب والحمار ويضعهما مقام المرأة الآلهه ماعت ويلعنهم معا؟ فلماذا اذا يخلق روح ان كانت ملعونة من ناحيته ألم يستطع أن يتوقف عن خلقهم؟ (حاشا ان يكون الله كما يصفه المدعون). ولماذا لم يلعنها في عصور المصريين القدماء وتركها إلي ان باتت الهة تٌشرع دساتير وقوانين اخلاقية تٌعد ناموس منذ تأسيس العالم الي اليوم ؟
وهنا لابد وان نعمل العقل وندقق ألم تكن الامبراطورية المصرية صاحبة حضارة 7000 سنه قبل قبائل بدو شبه الجزيرة وسكان الخيام بالآف السنين؟ فكيف لنا ونحن احفاد رمسيس نسير خلف فتاوي رعاة الغنم من الاعراب واليهود الذين سرقوا تاريخ وحضارة اجدادنا ونسبوها لأنفسهم حتي ادعوا أنهم بناة الاهرامات بالرغم من انها شُيدت قبل لجوئهم عراه وجوعي الي مصر بعشرات السنين بعقول وتصميمات هندسية وامهر واقوي العمال المصريين في ذلك الوقت وقد اقتبسوا عنا كلمة كاهن وسرقوا اناشيد اخناتون وادعوا انها مزامير داود واتخذوا كلمة تابوت العهد وهي كلمة مصرية تعني صندوق, حتي تحريم اكل الخنزير للمصريين التي حرمته ايزيس عليهم بسبب ان جسد الخنزير كان مأوي لست آله الشر في حربه علي حورس. وختان الذكور والمباخر والاغتسال و التطهير بالماء وبالاضافة الي شريعة الزوجة الواحدة والوصايا العشرة وامثال وحكم بتاح حُتب واطلقوا عليها سفر الامثال وغيرها, وبعد كل ذلك نجد الملايين من الفتاوي التي تخرج من المنتفعين وأصاحب المصالح السياسية والدينية علي انها من الله! فإن كان الله حرم السبي فكيف يأمر شعب ان يجور و يغور علي شعب آخر ويأخذ نسائه ليتمتع بهم جنسيا أهذا لا يُعد زنا؟ وان كان الله نهي عن السرقة فكيف يُبيح السرقة والاستيلاء علي غنائم المعتدي عليهم؟ وكيف لله الخالق الرحوم القوي ان يسلط شعب علي آخر ليبيده كما ادعي اليهود في سفر صموئيل وقالوا كذبا ان الله امرهم وبسط يدهم علي الكنعانيين وإبادتهم لانهم يعبدون البعل ولكونهم يختلفون معهم في العباده! الي هذا الحد يرون الله ضعيف او عاجز ان يُعاقب خلقه وقتما يشاء (حاشا) اما انهم لا يعرفون الله الخالق الواحد العظيم ويتكلمون عن آله بشري ظالم يُقلب الشعوب علي بعضها ويحض علي الحروب والقتل ! فإن كانت هذه اوامر الله لهم من سبي وزنا وقتل وسرقة واستيلاء علي ممتلكات الغير وارهاب المسالمين فماذا تطلب الشياطين والأبالسة اذا؟ خرجنا من السنوات القليلة الماضية بمليون فتوي والي حينه يخرج علينا اصحاب الفتاوي ويدعون انها من عند الله من نكاح البهيمة إلي انابة الأم عن ابنتها في فراش الزوجية وينسبون أفكار واعمال بشرية سلطوية لله وانبيائه وكأنهم وكلاء الله علي الارض كما كان يفعل رجال الدين في القرون الوسطي ويدعون امتلاكهم صكوك الغفران و دخول الملكوت هكذا كانوا يفعلون والي اليوم وبرغم ان الجميع يعلم ان معظم الفتاوي الدينية في المقام الاول أمور سياسية مصبوغة بصبغة دينية لكي لا يُرد عليها حيث ان الامور السياسية يُأخذ منها ويُرد عليها لكن كلام السماء لا شك فيه ولا جدال عليه فقد مُنع اكل السمك علي اقباط مصر بقرار اسقفي ديني لكي يكُف الحاكم بأمر الله عن قتل الاقباط, وخرج علينا آخرين بتحريم التناول للمراة الحائض رغم انها ارادة الله في خلقه والمرأة نازفة الدم كانت اكبر برهان بعد ان شفها الرب يسوع عندما لمست ثيابه, كثير من الفتاوي التي نسبت زورا الي الخالق العادل برغم انها بدع وإدعاءات لا تمت لله والعدل و الرحمة من قريب او بعيد, فقد حرم الله الكذب فيخرج علينا بعض المدعيين علي الله بإباحة الكذب وجوازه وقت الضرورة والحاجة و ان الغاية تبرر الوسيلة نظرية ميكافيلي الانتهازية! حاشا ان يكون هذا من عند الله فهل لله ان يُحرم شيء ويعود ويحلله ويُجيزه باسم التقية؟ فالكذب هو كذب حتي وان ارتدي ثوب الصدق, فكيف لله ان يُخول لعورة ناقصة ان تحتضن نطفة خاوية من اللحم والدم الاعضاء ويضع عليها مسئولية وثقة كبيرة ان تسكن روح داخل احشائها وتتكون لتصير جسدا بين خلجاتها ليخرج انسانا, هل لله ان يحملها هذه الثقة ويحتقرها ويلعنها ويسبها؟ هل للذكور القوامين ان يتحملون ما تتحمله هذه الناقصة من مشقة الحمل واوجاع تكوين العظام واللحم والولادة؟ هل للقوامين الذين يرثون مثل حظ الانثيين نفس الحظين في قضايا الزنا والرجم؟ ام لها كل انصبة القوامين؟ فهل لعاقل ان يصدق ان هذا الغبن من الله؟ نصدق من وخلف من نسير إذا؟ الله الخالق الواحد الذي منح الحياة والثقة للانثي ليُخرج منها روحا مع جسدا؟ أم نسير خلف بني آدم مدعين انهم وكلاء عن الله ؟
كيف لله ان يحلل الرباط المقدس بين الزوجين للمحبة والتعايش ويخرج مدعي يصف المعاشرة بين الزوجين والحياة الزوجية المقدسة بالنجاسة؟ فإن كان الرباط المقدس من الله نجاسة فماذا نُطلق علي ممارسة البغاء والزنا والسبي وملكات اليمين والجواري ان كان كلاهما نجاسة وجنابة؟ وكيف لها ان يُحرم اكل لحوم بعض الحيوانات التي اتي ذكرها في التوراه بعد ان اطلق يد آدم وبنيه واحفاده عليها؟ ولا يستطيع احد ان ينكر تأثر اليهود بالعبادات والثقافات والبيئه المصرية في ارض العبودية والتي عاشوا فيها حوالي 400 سنة ولا يستطيع احد ايضا ان يتجاهل الصلة والافكار والميول بين المسيحية الأريوسية وورقة بن نوفل ونصاري نجران والحجاز, فإن كان بدو الصحراء وسكان الخيام ورعاة الاغنام واليهود وسكان شبه الجزيرة العربية ادعوا علي الله كذبا وعلي القدماء المصريين من قبله وقبل الاديان فماذا عن الانبياء حديث العهد؟ فلابد وان نبحث عن اصاحب المصلحة وإخراج فتاوي باسم الله وانبيائه تجافي الرحمة والسلام وتُحض علي القتل و السرقة والسبي! وراء من نسير وراء ماعت ووصايا الله الخالق؟ أم خلف البدو واليهود؟ نصدق قانون المفتي الذي في الارض؟ أم نسمع ونُطيع ابانا الذي في السموات؟
د/ مرفت النمر
أترك تعليقك