اتقوا الله في الاقباط

90

الدكتورة مرفت النمر تكتب :

يبدو وأن الدولة لم تدرك خلفيات وأبعاد الاحداث الجارية في امارة المنياستان وتعاملت بذات الطريقة الامنيه التعبويه في حادث مقتل المقدس عماد وابنه علي يد رجل الشرطة المنوط بحمايتهم من الارهاب والقتل وكيف؟ بسلاحه الميري الذي ساهم القتيل في شرائه من الضرائب التي تٌحصل منه كمواطن وبدلا من قيام الدولة بالتفكير في حل سياسي يمتص غضب الاقباط المنحورين تارة من الارهاب وتارة اخري علي يد فرد شرطه في وزارة منوط بها حماية المواطنين كافة ! أليست هذه مصيبة و فضيحة كشفت عورة وزارة الداخلية المُخترقة العاجزه او المؤيده بوقوع ورقة التوت التي كانت تستر عورتها بالكاد بالاضافة الي المشهد العام امام المجتمع الدولي ان يكون رجل الامن ارهابيا !

والشيء الاغرب هو انعدام الحس والرؤية السياسيه بالمواطن والشارع فقد استقر فكر الدولة وحكوماتها ومستشاريها الي تفكير العجزه وهداهم بزج الكروت المحروقة من الاعلاميين المتعصبين والقابعين في المكاتب المكيفه والمُعتلين الكراسي المبطنه بأن يخرج بتصريح اقل ما يوصف به انه رسالة تحريضية ضد الاقباط لتهييج واثارة الموتورين والمغيبين عليهم .

ومن المؤسف ان تسفك دماء المسيحيين علي يد من يدعون حمايتم ويتقاصون اجورهم ورواتبهم عن قتلهم وغض البصر عما يحدث لهم من ممارسات متطرفه واعتداءات من عصابات مسلحة !

ودعونا نشير ونذكركم بالرسالة التحريضية التعبويه الموجهه والتي قامت بها احدي العاملات بالتليفزيون المصري اثناء احداث مذبحة ماسبيرو, واقعه المدرعه والعالم كافة يعلم علم اليقين بعد رسالتها التحريضية خرج الشارع الداعشي بالاسلحة البيضاء يدهس ويقطع ويقتل في الاقباط ! وفي حقيقة الامر تُعد حادثة المقدس والتحريض الذي تلاها يصل الي حد التطابق في التحريض وحث المواطنين علي التحرك ضد المسيحيين! ماذا كان يقصد مقدم برنامج علي احدي القنوات الفضائيه بعبارة (إلي الاقباط اتقوا الله في مصر)؟ نريد ان نعرف ماذا فعل الاقباط لبث هذه الرسالة التحريضية ضدهم و التي من شأنها بث الكراهيه وشحن المغيبين وحثهم علي الحرب الاهليه في وقت عصيب وايام وسنوات ثقيلة واقعها مؤلم علي الاقباط ومع شعورهم بحالة الغبن والغضب واحساس بالاضطهاد والاستهانه بأرواحهم ودمائهم مشتتين واقعين بين مطرقة وسندان سائلين انفسهم هل الدولة راضية عما يحدث ام انها غير قادرة علي حمايتهم ولسان حالهم يقول (عندما ارادت الدولة فرضت سيطرتها لم تهتم بالمظاهرات وغضت البصر عن الاحكام القضائية الصادرة بخصوصها ولم تبالِ برأي البرلمان رغم كونه السلطة التشريعية وبرغم كل ذلك فرضت الدولة سطوتها وقتما ارادت).

وكيف تسمح الدولة للاعلام التعبوي بالخروج لتحريض المصريين بعضهم علي البعض؟! ألا يُعد هذا تحريضا فجا وتكديرا للسلم العام وحث المتطرفين علي الخروج ضد الاقباط كما حدث في السابق ؟ وهل جملة (اتقوا الله في مصر) هذه من المفترض ان توجه للاقباط يا فضيلة المهندس الاعلامي ؟ وفي حقيقة الامر لا نلوم عليه وعلي افكاره وآرائه ضد الاقباط كونه خريج الازهر و موقف بعض الازهريين من الاقباط لم يعد سرا ولا خفيا فقد انكشفت الافكار التي يضمرها البعض من خريجي الازهر, بالإضافة الي تصريح الازهري سالم عبد الجليل بأن الديانه المسيحيه نجسه معنويا , الي جانب تصريحات السيده سعاد صالح والتي تبث عبر الفضائيات بأن يجوز نكاح السبايا الكافرات كما فعل متطرفي المغرب مع الشابتين الدنماركيه والبلجيكيه بالاضافة الي تصريح الازهري عبد الله رشدي الذي قالها صريحه ودون توريه (بأن المسيحيين كفره ومش هنغالط بعض) وبرهامي وغيرهم من الازهريين المغمورين الذين لم تتح لهم فرصة الظهور في الاعلام ويمارسون بث سمومهم واخراج مخلفاتهم في رؤوس المغيبين مع صمت الدولة لتصريحات وتكفير معلن وخفي !

وكان علينا ان نوجه عدة اسئله كي نستوضح العبارة التحريضيه (اتقوا الله في مصر) من المهندس الازهري الذي يقود الحرب الالكترونيه ضد اقباط مصر ويمارس التوجيه المعنوي !

• هل الاقباط هم من دهسوا مصر واعتدوا عليها وسفكوا دمائها في الشوارع ؟

• هل هم من قتلوا مصر وابنها بالسلاح الميري علي يد رجال الامن خاصتهم ؟

• هل هؤلاء من اقتحموا بيت مصر وسحلوها عارية الجسد وهي سيدة مسنة في نهاية العقد السابع دون رجولة ولا نخوه ولا ضمير؟

• هل الاقباط هم من يخطفون بنات مصر من بيوتهن واسلمتهن بعد اغتصابهن وتصويرهم صور فاضحة عارية ؟

• هل الاقباط هم من يقومون باقتحام المساجد وهدمها وحرقها؟

• هل اقباط مصر من يقومون كالضباع في الصحاري علي المختلفين في العقيده عندما يصلون في البيوت ؟

هل تذمر الاقباط عندما فُتحت زوايا للصلاة داخل محطات المترو والمصالح والمنشآت الخدمية يتم التحريض عليهم بداخلها والتي ينفقون عليها من ضرائبهم

  واخيرا يخرج حنجوري آخر يهدد الاقباط في صورة نصيحة (اقباط مصر خافوا من داعش) أي داعش ؟ ألم يكن رجل الداخليه قاتل عماد وابنه داعشيا؟ ألم نجد في جنازة عمر عبد الرحمن مليون داعشي؟ ألم نجد الدواعش في حادث دير الانبا صموئيل الاول والثاني ؟

وبعد كل الاحداث والاعتداءات والتفجيرات والقتل العمد الذي ينفذ ضد الاقباط فعلي الدولة ان ارادت ان تجفف منابع الارهاب فيجب عليها اولا أن تكمم افواه الازهريين الذين يزجون المصريين للحرب الاهليه, وأن تطبق القانون علي المواطنين وان تُجرم انعقاد الجلسات العرفيه التي تطيح ضمنيا بدولة القانون وان تكون هناك اسس واضحه في احقية الآخر لممارسة عقيدته دون اعتداءات واقتحامات وتهجير و قتل, وان تكون هناك عقوبات قانونيه رادعة من اجل الحفاظ علي السلم العام , و اتركوا الاقباط وشأنهم فلكم دينكم ولهم دين واتقوا الله انتم في اقباط مصر .

د/مرفت النمر

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك