الأستاذة ماجدة سيدهم تكتب :
و بعد أيام من غيابه تناول الزملاء خبر وفاة السيد مدير الإدارة بالشركة “اسماعيل بك ” .. لا حديث بين الموظفين غير تهافت الخبر وتحليله وعما حدث له من نكبة خطيرة وما أصاب زوجته من غضب وخزي شديد .. كانت ” نادية ” وهي حديثة التعيين بالشركة مثل باقي الزملاء ..تتناول الخبر بذات الدهشة بينما تخبرهم بموعد زفافها.. حين استلمت” نادية” عملها كان عليها تقدم أوراقها للسيد “اسماعيل “للموافقة بمباشرة العمل بالقسم المرشح لها ..ولما رفع نظره اإليها إصابتها وخزة حادة احالتها للفور إلى شظايا حارقة.. حاولت تجاهل الأمر .. أخذت أوراقها ولم تعرف فيما بعد إلى أين تتجه ..الطرقات ظلام.. الأدوار والمكاتب ظلام ..تحولت الشركة التى طالما حلمت العمل بها إلى كهف بارد وكل المارين أشباح .. تماسكت وأبدت ابتسامات باهتة ..ترد بثقل على فضول الزملاء الأقدم مرحبين بها ..”على وشك الزواج والهجرة “. .. .. كانت” نادية “طفلة صغيرة تجري وتمرح مع صغيرات مثلها وسط زحام الحضور في حفل سبوع ابنة صديق لأبيها ..حين شعرت بضغط على ثدييها .. لم تفهم لكنها انزعجت ..خشيت وعاودت اللعب مع أقرانها ..بينما راح “هو” يلاحق الصغيرات مستغلا الزحام وعدم ادراكهن للتحرش بأجسادهن .. وتكرر الأمر حين حاول مداعباتها رافعا إياها لأعلى كمن يحاول الهائها بينما امتدت اأصابعه تحت فستانها إلى أعضائها التناسلية.. لحتى صرخت .. تجاهل الأمر وكأن شيئا لم يحدث منخرطا في حوارات جانبية مع الحضور حين سمعت ابيها : مبروك ماجالك ياسماعيل ..عقبال ماتخاويها وتجوزها .. انتهى الحفل ..وبدأت نادية في رحلة مؤلمة مع الشعور بالانكسار الذي راح ينمو كلما وضعت رأسها لتنام ببينما نفور جسدها من أصابع عبثت به يوقظها بالغضب والإهانة الحارقة ..لم تجد تفسيرا لهذا الفعل المؤذي ولماذا تعرضت له وما الذي عليها أن تفعله حتى تتجاوز المرارة ..ولكن كيف لها أن تتخلص من قهر يلازمها وهي الآن أمام المعتدي على جسدها “اسماعيل بك “رئيسا لها بالعمل لتلافيها مطلع كل صباح ولما ضاق الخناق بها أيام وأسابيع كثيرة راحت تتقبل الأمر فلا مفر طالما لم يتعرف عليها فأصبحت أكثر هدوءا وأناقة وتفاعلا طيبا مع الجميع .. تألقت في عملها ..غازلها ولاطفته ..واستمر الأمر لحتى كرر سرا دعوته لها بزيارته بشقته الخاصة ..لا بأس فلا ضرر من قبول الدعوة .. كان الظلام كثيفا حين فتح لها باب شقته ..دخلت ..ببنما أبدى نهما فائقا لاحتضانها وتقبيلها دونما حتى ترحيب بها..جذبها إلى الاريكة الأكبر .. قاومت بتدلل ..لحظات وكان ممدا أمامها ..امعنت في تخديره ..أخرجت من حقيبتها عبوة تقطير اتنقنت تعبئتها بمادة كاوية.. ماء النار ..بهدوء شديد فتحت جفنيه وسكبت القطرات (علشان ماتشوفش بنات تاني ) في أذنيه ( علشان ماتسمعش صوت لعب البنات تاني ) فتحت مابين فكيه ( حتى ما تخبرهم عن أسمي ياسيادة المدير ..) على كفيه وأصابع يديه ( أصابعك القذرة وحتى لا تكتب وتخبرهم بإسمي ) فوق سرته (لا أعلم لماذا لكن افضل حرقك هنا ) ..ثم كشفت عن عضوه الذكري وبصقت بصفة محتقره ..وافرغت ماراق لها من المادة الكاوية ..لم تترك أثرا..دقائق وكانت بالطريق في ذات الظلام الموحش مرت أيام كثيرة بعد الهجرة حين أصبحت ناديا أما لصبية فاتنة ..ثم الحصول على الجنسية وحققت النجاحات حين كتبت في قصتها الأولى تقول هذا المقطع “كان عليها أن تمحو من مخيلتها وجع الذكرى المطارد لها أينما حاولت الهرب ..ذاك الوجع الذي لا تعرفه غير من تمررت قهرا اثر العبث بجسدها والحائل دون اتزانها وكفاءتها طيلة الحياة ..المجتمعات الغليظة لاتدرك خطورة ذاك الجرم المرتكب في حق الأنثى المواطن والكيان الرفيع ..هو الجرم الذي يحط من قدر الأمم والدول لحتى تصنف بهذا المقياس أنها دولا همجية ..دولا تقنن صلب الأنثى على جذع عاري من الشرف.. لذا ما كان منها غير حتمية وقف هذا النزيف الطاعن لتدفع بكل الماضي محترقا بكل هذا الإنتشاء…كانت تحكي وتكرر بزهو على أقرانها في عنبر النساء كيف سخقته وكيف استعادت الحق لكل الصغيرات المنتهكات بالصمت والخوف .. بينما تذهب النزيلات مع كل مسامرة في حفلة من التصفيق والرقص والضحك المنتصر ” خلصت حكاية ناديا من سنوات طويلة ..وكلما تمنت أن تعترف علنا انها الفاعلة الحقيقية تذهب إلى سطور روايتها لتعيد صياغة الإنتقام بكل افتخار ..
تعليقات الفيسبوك
أترك تعليقك