البطة يا قداسة البابا

90

الدكتورة مرفت النمر تكتب :

نقلا عن : الصباح

خرج علينا قداسه البابا خلال الشهور الماضيه بعدة تصريحات غير دقيقه منها ان مصر مربعه وأنها علي شكل صليب وان السيد المسيح قام برسمها بعلامة الصليب وان مصر لم تنقسم من قبل واشياء من هذا القبيل الي محاولته إقناع الاقباط ان العلبه بها فيل ! ولكن هذه المره اختلف الامر نوعا ما فقد كانت تصريحاته السابقه تخص بعض الاقباط وقام بمحاولة اقناع اصحاب قضايا الاحوال الشخصيه أنه في غضون ايام سوف تقوم الكنيسه بسن وطرح قانونا جديدا ينهي جميع مشاكلهم لكن كانت كما توقعنا مثل الذي وضع (الفيل في المنديل)  ولم يطرح اي قانون حتي تاريخه.. اليوم ظهرت احداث جديده لابد من طرحها لكي يعرف الجميع ما يعانيه  الاقباط من جراء التكتم علي سر البطه ! بعد ظهور جماعه المنتفعين داخل الكنيسه واصبح لهم صله ببعض النافذين ورجال الدوله والحكومه التي طلبت منهم ان يأتوا لها بخادم يتولي امور القبط دون ان تسمع اي شيء يؤرقها أو يشغلها من جانب الاقباط ويكون خادما طائعا لا يري ولا يسمع ولا يتكلم ولا يشتكي ولا يعترض ولا يعتكف فقام المنتفعين بجلب واختيار وانتخاب خادم يمثل ويتكلم باسم الاقباط تنطبق عليه الشروط المطلوبه وقدموه الي الجهات النافذه وثمنوا موقفه واستلم الراعي الوظيفه وعاش في خدمه النافذين دون ان يُسمع له صوت ولا تٌرصد له حركه وبعد ايام شعر بالملل وعدم تفاعله لأنه مازال ليس لديه عمل محدد يسند إليه او يُكلف به , خرج لعله يجد عملا يقوم به واثناء تنزهه في رحله من الرحلات الرعويه المزعومه وجد بندقيه احد المسئولين وامسك بها و قام بالضغط علي الزناد ولأنه لا يجيد استخدام مثل هذه الاسلحه فخرجت طلقه عن طريق الخطأ قتلت بطة مسئول كبير فخاف الخادم وظهر عليه الاضطراب ولم يجد التصرف في هذا الخطأ الغير مقصود واخيرا هداه تفكيره اللجوء الي اصدقاء المنفعه الذين اتوا به ولهم خبره في اداره الامور والضالعين في ايجاد الحلول لمثل هذه المشكلات البسيطه و اسدوا إليه النصيحه بأنه لابد وان يخفي البطه ويتكتم الأمر وإلا سيغضب عليه المسئول ويوقع عليه عقوبه قد تصل الي النفي او تحديد الاقامه واخبروه ان هذا المسئول (بطته جمل) فقام بإخفاء جثه البطه دون ان يشك يوما بأن شركائه في سر البطه سوف يصبحون هم وسيله الضغط عليه, وبعد ان كانوا الناصحين له اصبحوا يهمسون في اذنه كلما تنسي الامر (فاكر البطه؟) لتنفيذ اي مطالب لهم خوفا من افتضاح سر البطه امام المسئولين وبمرور الوقت اصبح قاتل البطه ما هو إلا اداة في يد اصحاب المصالح لتنفيذ اي مطالب وكل الاوامر التي تصدر له دون نقاش وصار يعمل مع النافذين تحت رعاية المنتفعين. وقام الخادم بطرد هذه واهانة تلك وتعمد اذلال هؤلاء الي ان اصبحت الصوره امام الشعب واضحه وجاليه بأنه اداة في يد جهات بعينها وصار لا يعرف شعبه الذي جاء من اجل خدمته واهمل الشعب واذله وافقره وجال يتنزه باموال فقراء الرعيه ويسافر وجماعه العاطلين باموال الشعب والذي جاء لخدمته وصعد علي اكتافه الي ان تعالت صرخات جموع الشعب من اهمال الخادم وتجاهله وصمته المتعمد ولكن عندما اراد ان يفعل شيئا يُهدئ الشعب ولو بقليل وجد جماعه المنتفعين يهمسون في اذنيه ( فاكر البطه؟) فصمت مجددا وظل الشعب يصرخ والراعي حائر بين اصحاب المنفعه وجموع الشعب التي تئن من الاضطهاد الواقع عليها  ولا يستطيع ان يصم اذنيه ولا ان يكمم افواه المٌضطهدين وبدأ الصراع بينه وبين المنتفعين إلي متي سيظل الشعب يصرخ وهو لا يسمع ولا يري ولا يتكلم ولا حتي يعترض عما يحدث وسيحدث للاقباط من اضطهاد وذبح وحرق وتهجير بعد قصور الدوله في الدفاع عنهم بسبب حاله التراخي الغير مقصور مع الرعايا الاقباط الذين تحولوا من مواطنين الي رعايا بمباركه الكنيسه ورجالها من رجال الاعمال المرتدين الزي الديني .

وانا لا اتكلم!! يجب ان اتحدث الي المسئول في قتل البطه لكي اتخلص من هذه المذله ولكن كانت عدت سنوات ثقيله علي الشعب  ورفعت الرعيه يدها الي خالقها لعله يستجيب, وكان المسئولون  يعرفون ويراقبون افعال الراعي عن كثب وهو يقمع شعبه وهم صامتون رغم صراخ الشعب من الخادم الذي اتي به رجال الكنيسه باسم الشعب واعطي له صلاحيات مطلقه وسن وتشريع قوانين مجحفه لاتحقق ولا تلبي تطلعات الشعب دون ان يتدخل احد بين الخادم والرعيه, هذا في الظاهر!!! وقرر الراعي ان يذهب ويتحدث الي المسئولين بأنه قاتل البطه ولكن الامر بكل تفاصيله كان معلوم للنافذين و كانوا علي درايه كامله  (بسر البطه) و شاهدوه وهو يقتلها ويقوم بإخفاء الجثه فطلب الخادم من المسئولين ان يخف الضغط عن الاقباط لأن الشعب يصرخ إليه من الاضطهاد فلم يسمع له المسئولون ووجهوا له عبارات ثقيله  فحواها انه أتي اليوم لكي يتذكر الشعب؟؟! الآن بعد هذه السنوات؟ وبعد كل ما فعله بالشعب من إذلال وفقر و اهمال!! خرج من لدي المسئولين بعد ان طالبوه بعدم التحدث باسم الشعب المقهور والمضطهد والمُهجر مره اخري , ووجه له احد النافذين الكلام بأن الشعب فقد الثقه فيه كخادم لصمته علي ضياع حقوقهم ومن اتي به الي الكرسي ليس الشعب ولكن رجال الدوله القابعين داخل الكنيسه (الامنجيه) ولكن لكي يظل رئيسا للشعب يجب عليه عدم التحدث باسم الشعب داخل الغرف المغلقه وخرج الراعي لا يعلم كيف يتدبر امره وهو من فعل هذا بنفسه و بالشعب فاذا كان الخادم المُؤتمن يفعل هذا في بالشعب الذي جاء من اجل خدمته فماذا يتوقع من المسئولين الذين لا يعرفون شعب المسيح اصلا ولا يعترفون به من الاساس؟ فقام الخادم بمحاوله لاثاره الرعيه ضد النافذين لأنه ادرك ان شهر العسل انتهي بينه وبين النافذين ولكن لم يصمتوا ولم تنطلي عليهم نظرات الانكسار التي نقلها الخادم للشعب مما اثاره حفيظه الرعيه التي تقيم خارج حدود البلاد وبدأت الحكومه تدرك هي الاخري ان هناك ضغوط سوف تمارس عليها فقامت باستدعاء الخادم المزعوم هو وبعض المنتفعين لتحذرهم من مثل هذه الممارسات والضغوط التي تعلمها الدوله جيدا وتحفظها عن ظهر قلب لأنها هي من كانت تمارس مثل هذه الضغوط يوما وتعرف خفايا وخبايا هذه الضغوط فصمت الراعي مره اخري وتراجع عن كل المواقف والقرارات التي كان يريد ان يتخذها ورجع الي نقطه البدايه لأن بعض الرعيه لا تعرف سر البطه ومن قاتلها ومن قام بإخفاء جثتها متناسين ومتجاهلين قول الكتاب المقدس”لأَنَّهُ لَيْسَ خَفِيٌّ لاَ يُظْهَرُ، وَلاَ مَكْتُومٌ لاَ يُعْلَمُ وَيُعْلَنُ (لو 17:8)” وفي نهايه الامر ادركت الدوله أن قاتل البطه لا يصلح للمرحله القادمه وقامت بتنصيب احد المنتفعين الطائعين ليظهر علي السطح متصدرا المشهد امام العالم ومن هم خارج حدود الدوله ويكون لعب الاوراق علي المكشوف ظنا من الجميع ان الشعب من الاعباط !!مع العلم ان قتل البطه كان مدبرا ومخططا له بكل الدقه من الدوله ورجالها مع وجود الخطه البديله اذا فشل قتل البطه , عندما يعترف الراعي المزعوم بقتل البطه لشعبه يكون قد تخلص من قبضه الجميع وعلي رأسهم اصحاب المنفعه والباحثين عن السلطه ممن نصحوه بإخفاء البطه وجثتها ! .إلي متي الصمت والاخفاء؟؟ وماذا بعد يا رئيس القبط وراعيهم والمحسوب عليهم؟؟ امازلت متصورا ان الشعب لا يعرف سر البطه الي الآن يا قداسه البابا ؟

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك