ماذا يريد الفريسيون من الاقباط ؟

90

الدكتورة مرفت النمر تكتب :

سؤال لابد وان نطرحه في ظل ما يعانيه الاقباط من التعنت والتحريم والمنع الذي تفرضه وتمارسه الكنيسه متمثله في الاساقفه السابقين والحاليين والفريسيين الجدد لفرض قوانين تدعي انها تعاليم الانجيل ولكن في حقيقة الامر هي فقط لخدمه مطامعهم الدنيويه والسلطويه و تمكنهم من السيطرة علي الاقباط وحصارهم في زاويه مفرده ضيقه , فتارة يستخدمون الكتاب المقدس وتعاليمه وتارة اخري يستخدمون تعاليم الآباء الاوائل متجاهلين أن قديسين اليوم هم اساقفه وفريسي الامس وصانعي معجزات الغد , فليس ببعيدا ان تقرأ الاجيال القادمة وبعد سنوات كثيرة ان الانبا يؤانس وهو يضع حمامته البيضاء فوق احد كتفيه بالادعاء بأن الروح القدس كانت تحل عليه ملازمه له في جميع رحلاته وقداساته وتسبيحاته الكيهكيه والتي اشتهر من خلالها وان السياج الحديدي الذي يحاط به لحمايته من الرعيه التي ترغب في نوال البركه منه والروح القدس التي تسكن علي كتفيه في صورة الحمامة البيضاء ! والغريب في الامر والذي يصل الي حد تغييب العقول , تلك الممارسات التي تتبع وفق حساباتهم واهوائهم والتي تخدم مصالحهم الشخصيه والسياسيه والدينيه واحكام قبضتهم علي الشعب وإعادة تدويره واستخدامه من مواطن له حقوق الي رعيه تتبع الكنيسه تأكل وتُخرج وتعمل وتتكاثر وتسير بلا تفكير كما الدواب .فقد نجد في اقوال معلمنا بولس في رسالته الاولي الي اهل تيموثاوس بالاصحاح (3) عدد (1-6) : صادقة هي الكلمة ان ابتغى احد الاسقفية فيشتهي عملا صالحا, فيجب ان يكون الاسقف بلا لوم بعل امراة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء صالحا للتعليم, غير مدمن الخمر و لا ضراب و لا طامع بالربح القبيح بل حليما غير مخاصم و لا محب للمال, يدبر بيته حسنا له اولاد في الخضوع بكل وقار ,و انما ان كان احد لا يعرف ان يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله, غير حديث الايمان لئلا يتصلف فيسقط في دينونة ابليس . بالاضافه إلي ان الكتاب المقدس لم يحرم او يجرم زواج الاسقف بكل عهوده فقام الفريسيون الجدد بتغيير تعاليم الكتاب بما يتوافق مع المرحله التي تمت فيها تغييرات تعاليم الانجيل وفق الهوي ! فقد كانت الكنيسه تقبل بالاساقفه المتزوجين حيث تم اختيار ثلاثه وكان اولهم (أنيانوس) وهو البطريرك الثاني والذي جلس علي الكرسي المرقسي في عام 68 م وبعد استشهاد كاروز الديار المصريه مرقس الرسول , وكان له زوجة واولاد . وكان ثاني البطاركه المتزوجين البابا (ديمتريوس الكرام) وهو البطريرك ال(12) , وثالثهما (البابا مينا الثاني ) وكان ترتيبه بين الباباوات ال(62) وكان ذلك بعد مجمع نيقية عام 325 م والذي اقر بعدم اختيار البطريرك او الاسقف من بين المتزوجين .ومما يؤكد ضرورة اختيار الاسقف او البطريرك من بين المتزوجين تعاليم الكتاب المقدس وهو امر اجباري وليس اختياري لكي لا يسقط في دينونه ابليس كما قال بولس . فمن المؤكد ان مجمع نيقيه صنيعه بشريه ورغبات ارضيه في حينها تم تعبئتها و تصديرها للشعب وكأنها تعاليم الكتاب المقدس وهي في حقيقه الامر ما هي إلا رغبات شخصيه حياتيه للفريسيين الجدد .الي جانب السؤال الاهم هل الاساقفه الحاليين يتمتعون بما جاء وفق تعاليم معلمنا بولس الرسول الموجوده بالفعل في الكتاب المقدس ؟ هل هم ناكرين للذات , كارهين للمال والعالم , هل هم من الصالحين ؟ هل يديرون كنيسه الرب وفق تعاليمه ورسله الاطهار وكتابه المقدس ؟ الله رحمة وعدل فكيف لله العادل أن يوصي الانسان ويعلمه ثوابت ويأتي بعدها بما يخالف وصاياه وتعاليمه السابقه ؟ فقد كانت ضمن الوصايا العشر (لا تزنِ) فهنا نجد مع القطع أن الزني من المحرمات البغيضه التي تدنس الجسد الذي خلقه الله فكيف لله ان يرجع عن اقواله ووصاياه وتعاليمه ويصرح بما حرمه ونهي عنه؟ ففي انجيل متي الاصحاح (19) العدد 3 (وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟) وهذا يؤكد ان بعض من مترجمي الكتاب المقدس قد قاموا باستبدال وتقريب بعض المعاني التي لا يوجد لها مفردات باللغه العربيه حيث ان النسخه الاصليه للكتاب المقدس كتبت باللغه اليونانيه فكانت الكلمه (متروكة او مسرحة) وتم تقريبها واستبدالها بكلمة(مطلقة) فقد قال السيد المسيح “كل من سرح امرأته يجعلها تزني” وهذا يؤكد ان المسيح كان هنا يتحدث عن المسرحه أو المتروكه وهي (الغضبانه في منزل اهلها) فهل للمسرحه أو المتروكه الغضبانه ان تتزوج بآخر وهي مازالت مرتبطة ومتزوجه بزوجها الاول ؟ فالله الذي يعلم الاحتياج الجسدي للانسان وخصوصا من سبق له تجربة الزواج يعرف تماما ان الاحتياج الجسدي هو ما يُسقط حتي بعض المتبتلين داخل الاديره والصوامع في دينونه ابليس .وعندما نناقش هذه المشكله فلابد ان نذكر قول معلمنا بولس الرسول في رسالته الاولي الي اهل كورنثوس الاصحاح (7) عدد (1-3) : و إما من جهة الامور التي كتبتم لي عنها فحسن للرجل ان لا يمس امراة, و لكن لسبب الزنى ليكن لكل واحد امراته و ليكن لكل واحدة رجلها, ليوف الرجل المراة حقها الواجب و كذلك المراة ايضا الرجل. وفي نفس الاصحاح عدد (8-9) : و لكن اقول لغير المتزوجين و للارامل انه حسن لهم اذا لبثوا كما انا , و لكن ان لم يضبطوا انفسهم فليتزوجوا لان التزوج اصلح من التحرق. و التحرق هو الانكواء أو الزنا فهل يحرم الزنا في العهد القديم ويحلل في عهد النعمة؟ فقد ادعي بعض الاساقفه وفسر الكتاب المقدس وفق الهوي فعندما تقوم الكنيسه بالتصريح لاحد الزوجين الغير مذنب وهذا وفق اوراق وشهاده شهود من الجائز ان تكون غير دقيقه وتحرر التقارير من قبل بعض الكهنه المنحازين لأحد طرفي المشكلة ويكون التصريح لطرف منهما ويحرم الطرف الآخر المخطئ من وجهة نظرها : ما هو المفروض علي الشخص المحروم ان يفعل ؟ فقد انفصل عن زوجته ولم يحصل علي تصريح للزواج فماذا تطلب منه قيادات الكنيسه من الاساقفه ؟ هل هناك حلول غير الزنا امام الطرف المحروم سواء كان رجل أو امرأة ؟ هل الله المحب يعلم شعبه بـ(لا تزني) وتدعو تعاليم كتابه المقدس للعهد الجديد دعوي للزنا المقنع ؟؟ حاشا . في نهايه القول التصريح بالزنا بسبب حرمان سكان الصحراء فهم يفرضون الحرمان الجسدي الاجباري علي الرعيه انتقاما منهم لحرمانهم الجسدي الاختياري !

د/مرفت النمر

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك