الدكتورة مرفت النمر تكتب :
وهذا تعبير عما آلت إليه حال وزارة التعليم في عهدكم الميمون فمنذ ان حظيت معاليكم بهذا المنصب واعتليت مقعد وزارة التعليم وهي من سيء إلي اسوأ والتي تحولت بفضلكم ومن سبقوقكم الي وزاره للتلقين والبغبغه وترسيخ اسس ومقومات الجهل والتخلف والاميه وبعد ان كانت وزارة المعارف من اهم وأول الوزارات التي اهتم بها الالباني محمد علي باشا في المعرفه والنهوض بالمجتمع والدولة الحديثه فبدأ بالتعليم واحياء العلوم والآداب وانتشرت في عهده المدارس باختلاف درجاتها واهتم بارسال البعثات العلميه الي اوروبا علي نفقة الدوله ونهض بالافكار والعلوم في نهضه كبري كانت هي اساس تقدم مصر العلمي والثقافي بعد ان اهتم بالتعليم الابتدائي مؤكدا علي ان نهوض الامم لا يأتي إلا بالتعليم واستعان بهؤلاء المتعلمين والمثقفين في القيام بالاعمال الحكوميه والعمران في شتي ربوع مصر ونشر التعليم بين جميع طبقات الشعب وقام بإنشاء مدرسه المهندسخانه بالقلعه ومدرسه الطب في ابي زعبل بعد ان اقترح عليه الدكتور كلوت بك هذا وألحق بها مدرسه الصيدله ومدرسه الولاده إلي جانب مدرسه المعادن بمصر القديمه بالاضافه الي مدرسه المحاسبه بالسيده زينب ومدرسه الفنون والصنائع ومدرسه الطب البيطري ومدرسه الزراعه بنبروه إلي ان نهض هذا الالباني المُحتل بالتعليم الذي رسخ دعائم و اسس الدوله الحديثه . ولكن تبدو الرؤيه لديكم مختلفه وتعد تجربة هذا المحتل الالباني درب من دروب الخيال وتظهر في الافق وكأن هناك مؤامره للقضاء علي المتبقي من التعليم في مصر أو أن هناك فشلا متعمدا وبث الروح الانهزاميه والاحباط لدي الاجيال السابقه التي حصلت علي قسط وافر من التعليم الصحيح وغرس اليأس في نفوسهم وتأكيد علي ان الماضي لا يعود ابدا فمنذا ان تحدث سيادته الي وسائل الاعلام واسترسل في عمليه تطور منظومة التعليم ولم يتخذ اهم وابسط الخطوات في هذه المنظومة المزعومه وهي تقليص المناهج واختصار الدروس والمط والتطويل الذي لا يسمن ولايشبع من جوع للحد من ساعات المذاكره للطالب وتقليص الدروس الخصوصيه بالتابعيه وتوفير الاموال العامه المهدره في طباعه الكتب التي يُطبع 75 % منها دون فائده وموضوعات لا تمس للتعليم أو التربيه أو الواقع بأي صله إلي جانب تدريس زراعات بعض الدول وجغرافية استراليا والبرازيل وجبال الهيمالايا وطول نهر الكونغو واسماء انهار وبحيرات وزراعات وقري في دوله الصين والهند وباكستان وغيرها, اي تعليم وتلقين هذا ؟ وما زاد الطين بله القرارات العشوائيه و الغير مدروسه وادعاء الحد من الدروس الخصوصيه الي جانب اهتزاز صورة المعلم امام الطلبه عندما يحاول الهروب من مراقبه الوزارة له وكأنه مسجل هارب من الشرطه فأي احترام يناله المعلم بعد هذه الممارسات والقرارات الهوجاء لمجموعه المنتفعين والهواه داخل وزارة التعليم ؟ فقد ايقنّا من وقتها ان هناك شيئا ما يدبر للقضاء علي منظومه التعليم في مصر وهذا يعد من اخطر المؤامرات والدسائس التي تحاك لمصر منذ 2012 الي وقتنا هذا فالدول التي يراد القضاء عليها يُجهل شعبها. فعندما تحدث معاليه عن تطوير التعليم ولم يجد المواطن شيئا جديدا غير الخروج بوسائل الاعلام والاستعراض بالكلمات الكبيره و الرنانه وانعقاد المؤتمرات واقامة الحفلات لتجديد وتطوير التعليم ولم يتلمس اولياء الامور اي بارقة امل ولم يلحظ غير تبديد واهدار للمال العام دون طائل! وبرغم كل المقدمات التي خرجت بها ابواق الوزاره واللقاءات التليفزيونيه إلا ان الحقيقه ظهرت جاليه فقد زفت الينا بشائر ولادة مسخ جديد وتمت تسميته بالتابلت المدرسي وفي حقيقه الامر ما هو إلا سبوبه كما كان الحال بشنطة الاسعافات الاوليه واللوحات المعدنيه الي جانب احزمة الامان والخوذة.
والشيء الذي يدعو للتعجب ان الوزارة طلبت قرضا و حصلت عليه لتطوير العمليه التعليميه وبعد ان حصلت علي القرض قامت بالتبرع بجزء منه! وقامت الوزارة الرشيده بشراء صفقة التابلت بباقي القرض ! هل قمت سيادتكم بتقليص المناهج وحذف ال75% من التطويل بها ؟ هل وفرت المقاعد التي تتناسب مع اعداد الطلبة في كل فصل وكل مدرسه لكل محافظه؟ هل وصلت سيادتكم للهدف المرجو من العمليه التعليميه والمردود للطالب مما درسه ؟ هل اصبح لدينا طالب يجيد القراءه والكتابه في المرحله الاعداديه وما بعدها ويستطيع ان يميز بين ال(ذ) وال(ز) كما كان الحال مع وزير التعليم السابق؟ هل وجدت طيلة عمرك ياسيادة الوزير الابحاث والاختراعات نابعه من العرب وبلغتهم الضاديه ؟ هل قمت بتدريب واعداد معلمين قادرين أكفّاء لقياده المنظومه التعليميه المتطورة واجادة استخدام التابلت ام ان الطالب هو من سيقوم بتعليم المعلم كما هو الحال مع معظم الاجيال السابقه ؟؟ هل وصلت للحد من الاعداد التي تخطت ال80 طالبا في الفصل الواحد وتخفيض كثافة الفصول والمدارس؟ هل لديكم شبكه للانترنت مجهزه داخل جميع المدارس لاستيعاب تحميل النت لصفقة ملايين التابلتات المزعومه الصينيه المستورده في ظل سعر الدولار الحالي ؟ هل لديك صيانه وضمانة لهذا التابلت ضد الاعطال المفاجئه اثناء الامتحانات ؟
ونشير الي قرار معالي الوزير الاخير بإلغاء ماده اللغه الانجليزيه بالعلوم والرياضيات من المدارس الحكوميه وإلغاء المدارس التجريبية لإحياء اللغه الاصيله! واذا عادت بنا الذاكره قليلا إلي عام 2013 فقد نجد انه مشروع جماعة الاخوان المسلمين الذي ثار عليهم الشعب وقام بخلع رئيسهم! نعم هذا المشروع الاسلامي الذي يريد معالي الوزير احيائه مره اخري للعوده الي الخلف, ألم تعلم يا سياده الوزير ان سوريا قامت منذ عدة سنوات بإلغاء ماده اللغه الانجليزيه ووجدت بعد عامين فقط انخفاض مستوي التعليم في كليات الطب والصيدله والكليات العمليه التي تدرس موادها بالانجليزيه وقامت بالتراجع فورا عن هذا القرار؟ معالي الوزير لماذا ولصالح من فرض لغة الضاد علي المصريين ألم تعلم سيادتكم ان اللغه الانجليزيه كالدولار لغه عالميه؟ ألم تعلم ان كليات الطب والصيدله والعلوم والطب البيطري تدرس باللغه الانجليزيه ؟ ألم تعلم أن اللغة ممارسة و لا يكفي مبادئ اللغة فقط ؟ ألم تعلم ان مصر من المفترض دوله سياحيه ولا بد من اجادة اللغه الانجليزيه؟ ألم تعلم ان اول الاسئله عند الالتحاق بأي وظيفه يكون السؤال هو “أتجيد لغه انجليزية”؟ هل وجدت ورقه لبحث علمي مكتوبه بلغة الضاد؟ ولغة الضاد هي اللغه العربيه حيث ان حرف الضاد لايوجد في جميع الحروف لكل اللغات. فاذا كنت معاليك ترغب في استرجاع اللغه الاصيله للبلاد فعليك باللغه المصريه وليس بلغة العرب برغم ان هذا عبث , لن نعود للقبطية أو الهيروغليفية فنحن نريد التقدم لا التخلف ولا الرجوع الي الخلف!
ألم تعلم ان التعامل مع التابلت لابد وان يكون مستخدميه علي درايه كاملة باللغه الانجليزيه او علي اقل تقدير مبادئها ؟ ام ان معالي الوزير يريد ان يخص التعليم بطبقات بعينها ويصبح التعليم الجيد لمن يملك المال ؟ أم هذا المخطط والقرار العشوائي يسطر سطورا خفيه لن تظهر حروفها في الوقت الحالي؟ هل هذا القرار لرفع مصاريف مدارس الارساليات والمدارس الخاصه والتعليم الخاص وهو اول المستفيدين والقائمين عليه كون العمليه الاستثماريه اصبحت عرضا وطلبا ولم تعد عمليه تربويه وتعليميه؟ معالي الوزير وحاشيته من اصحاب التعليم الخاص وضع اولياء الامور بين شقي الرحي اما ان تكون الدراسه بلغة الضاد في المدارس الحكوميه الرسميه والقوميه إما الدراسه في مدارس اللغات الخاصه والارساليات وهذا يتضح جاليا ان معاليه يري ان محدودي الدخل لا يجب عليهم النظر للمدارس الخاص واللغات والاكتفاء بالتعليم المتوسط او الصناعي للحد من خريجي الجامعات وهذا القرار يعود بنا الي ماضي سحيق نجد فيه شباب جاهل امي محدود الثقافه والوعي والفكر منغلق علي ذاته . ونؤكد ونشير إلي أن الاحتلال الانجليزي قام بانشاء جامعة الملك فؤاد ( القاهرة حاليا ) وجامعة الملك فاروق ( الاسكندريه حاليا ) وابراهيم باشا (عين شمس حاليا) ونشير الي ان الاحتلال الفرنسي اول من جاء الي مصر بالآله الكتابه باللغة الفرنسيه واخري باللغة العربيه . هذا للعلم يا معالي الوزير فاذا كان المستعمر قام بالنهوض بالعمليه التعليميه في مصر فاي القرارات تقررون ومن خلف هذه القرارات التي تدل إما عن فشل بيّن إما عن قصد وتعمد؟ هل هي قرارات عشوائيه دون تمييز او دراسه ومناقشه ام انها المؤامرة ؟ ام انها قرارات لها مغزي ديني ومردود عنصري أم انها متعمده لنشر الاميه والجهل وتغيب العقول ؟ ام ان هناك مؤامره غير واضحة المعالم من المحتل الداخلي القابع في مكاتب واروقة وزارة التربيه والتعليم ؟؟ سياده الوزير فلنكتف بهذا القدر من التطوير والتجارب .
د/مرفت النمر
تعليقات الفيسبوك
أترك تعليقك