حظر ازدراء الرموز وإزالة الكنائس

90

الدكتورة مرفت النمر تكتب :

نقلا عن : الاقباط متحدون

في الوقت الذي يتم فيه استباحة واقتحام وإغلاق الكنائس وإزالتها نجد البرلمان الحكومي يسن ويشرع قانون حظر إهانه الرموز التاريخيه وكأن هذه الرموز آلهه مقدسه لا يجب الاقتراب منها او المساس بها, فهل اصبحت الحكومه وبرلمانها يعبدون ويقدسون البشر و الاموات أم ان هذا القانون تمهيدا لقانون آخر قادم بحظر إهانة الرموز الحاليه وفي العموم؟ كل ما هو تحت السماء يحتمل النقد والتأويل, وفي حقيقة الأمر لا نعلم ماهيه هذا القانون ومن الذي افتي به وقام بتقديم مشروعه ومن هم الموقعين ادناه من الاعضاء علي اقراره بهذا الشكل المهين لمصر التي تؤله البشر, وبهذه السرعه التي لم نعهدها من قبل في سن و تشريع ولو قانون واحد لصالح الشعب وكأن من يشرعون القوانين من الغزاه الدخلاء الجهلاء الذين لا يعلمون ان هناك تزييفا للحقائق وتزويرا للتاريخ, كما ورد بكتاب سوشيال ميموري(social memory) يؤكد ان مؤرخي اوروبا يعترفون بالآتي : فوجئنا اننا لم نجد لنا في اوروبا وفرنسا ماض عظيما ولا تاريخ ولا ابطال لنحكي عنهم امام العالم فقد قمنا باختراع شخصيات وابطال وهميه وكتبنا فيهم ملاحم واشعار وبطولات وعلي رأس هذه الشخصيات (شارسو دو لوران) في كتابه ملحمة لوران البطل الصليبي الذي قام بقتل عشرات المسلمين في المعارك الصليبه وبعد كفاح ومعارك وبطولات فاجأه احد المسلمين وباغته بطعنة بالحربه في صدره وبدأ يحتضر واخذ ينادي في البوق علي رفقاء الكفاح حتي سمعه الاسقف وحاول نقله من موقع الاحداث ولكنه لم يتمكن حيث وافته المنيه ورحل هذا البطل والمناضل عن عالمنا بعد ان خاض المعارك و حقق انتصارات وبطولات , ليخرج بعدها المؤرخ والمؤلف ليعلن انه من قام بصناعة هذا البطل الوهمي ويعترف ان هذه القصه تُدرس في جميع مدارس فرنسا واوروبا فضلا عن ان هذه الاسطوره سافرت مع المهاجرين الي امريكا في كتب واشعار للبطل المغوار شهيد النضال والذي قتل غدرا بسيف الاعداء وكانت ملحمة لوران عبارة عن 1400 بيت من الشعر , مع العلم ان شخصيه لوران الحقيقه ما هو إلا قاطع طريق قاتل مجرم وتم قتله بخنجر في اقليم الباسك بجانب بار(خمارة) مع مجموعه من قطاع الطرق , ونشير هنا ان هناك من صناع التاريخ وكتابه من خلق اساطير من الخيال وحول بعض القتله الي ابطال اسطوريه ونضيف الي ذلك المئات من الحكايات والبطولات والاشخاص الاسطوريه لكي تطفو النزعه الوطنيه والقوميه علي السطح في حالة من التذكر الجمعي للمجتمعات فهناك من الكُتاب والمؤرخين ممن يعتبرون ذلك واجبا قوميا علي المورخين في العالم وهي حتمية وضرورة صناعة البطل القومي الذي يلتف حوله المجتمع وهنا نجد أن هؤلاء المؤرخين وصناع الابطال والتاريخ لهم شهوه الشهرة في كتابة التاريخ حتي وان كان مزيفا فقد تهكم المؤرخ الكبير هوبكنز علي بعض المؤرخين واتهم مؤلفي التاريخ وصانعي الابطال بأنهم يبحثون عن سلطه كتابة التاريخ وكما ان هناك البطل القومي لابد وان يكون المشروع القومي الذي يلتف حوله المجتمع حتي وان كان مشروعا وهميا ! فعندما ارادت المخابرات المصريه صناعه البطل الصهيوني قامت بصناعة رأفت الهجان وحولته من عاطل بلطجي منبوذ من اسرته و مجتمعه الي المناضل ألم يكن رفعت الجمال صنيعه بشريه صاحب نضال صهيوني وهمي؟! ومن المؤكد ان قانون حظر اهانة الرموز له الكثيرمن الدلالات و الاغراض السياسيه الخفيه والتي ستظهر وتتجلي فيما بعد وليس من المستبعد ان يعتبر الساده الاعضاء انفسهم ضمن الرموز التي يجب حظر اهانتهم ! وإن كان المفكر والكاتب الكبير يوسف زيدان قد اعلن وكشف عن حقيقه بعض ابطال التاريخ الوهميين فقد جانبه الصواب في عدم الاعلان عن مصدر معلوماته وهو مجموعة كُتب المؤرخ العظيم تقي الدين المقريزي الذي شرح مستفيضا في مجموعة كتبه لكل صغيره وكبيره داخل مصر من دواوين وقصور وملوك وعبيد وشوارع وجبال وأنهار وحارات وأزقه واديره وكنائس ومساجد وخصال المصريين والاكلات والامثال الشعبيه والنساء وكل ما هو عام الي جانب ما هو خاص في حياة المصريين وقد يظن البعض ان كشف حقيقة البطولات الوهميه لشخصيات الغزاه والدخلاء هو ضد دين بعينه ولكن في حقيقه الامر حينما نتحدث عن الشخصات التاريخيه نشير الي العرق والجنس وليس إلي الدين مطلقا فالبدو ما هم إلا عرب ولا علاقه للدين في هذا الحديث باي شكل من الاشكال فالاديان من الثوابت التي لا يمكن الاقتراب منها, فقد اظهرت كتب التاريخ المزيفه والملقحه ان صلاح الدين بطل قومي وفي حقيقة الامر ما هو إلا غازي محتل عربي عراقي الجنسيه من الاكراد يدافع عن مقدرات وثروات الدول التي احتلها كونه دخيلا وهذه اهداف جميع الغزاه في العالم الي اليوم الاستيلاء علي مقدرات الشعوب والدول التي احتلوها بالوراثه ولم يكن صلاح الدين الكردي يحارب الصليبيين لحماية الشعوب المحتله فكلاهما دخيل محتل يتناحر ويحارب كل منهما الآخر من اجل الغنائم والثروات وكونه كرديا ماذا كان يفعل في مصر و القدس ؟ إلي جانب شخصية الخليفه المأمون الذي نطلق اسمه علي كبري الشوارع بالقاهرة فقد كان هو الآخر غازيا عربيا من دمشق وتحديدا من طرسوس وقد قام بقتل الآلاف من القبط في مذبحه وابادة جماعية للبشموريين والتي لم تقم لهم قائمه ولا ذكري حتي يومنا هذا , فكيف نطلق علي هؤلاء الغزاه والمحتلين ابطالا ؟ وان كان الآن هكذا فلا غضاضه ان نطلق علي اسرائيل ابطالا عندما احتلوا سيناء! لماذا نطلق علي اليهود الاحتلال اليهودي ؟ ولماذا كان المصريون يطلقون لقب محتل علي الانجليز والفرنسيين؟ وهل نسمي داعش بالفاتحين عندما اقتحموا واحتلوا سوريا والعراق وليبيا واستولوا علي ثرواتها ومقدراتها؟ ومن المؤكد ان هذا ليس بإهانة أحد فجميع الرموز من البشر خطائون كونهم بشرا إلا اذا كانت الحكومه وبرلمانها يدعون لعباده ودينا جديدا يعبدون فيه الرموز قاطبا! هذا يعد وصفا واضحا وصريحا ورد بكتب التاريخ قبل مئات السنين وقبل ان تبتلي مصر بمجموعه من عديمي المعرفة بتاريخ الوطن الذي يعيشون فيه ومتجنسين بجنسيته. الم يكن من الاهم واللازم علي الاخوه الاعضاء ان يقوموا بسن قوانين لحماية الكنائس وتجريم الاعتداء عليها ؟ ام ان الكنائس ودور العباده المسيحيه ليست من المقدسات والتي يجب حمايتها والحفاظ عليها ؟ وهل هذا سيكون موقف اعضاء البرلمان اذا قامت مجموعه من الاقباط بالتجمهر ومحاوله اقتحام زاويه ممن لا ترخيص لها ولا رقابة عليها؟؟ و الساده النواب الاقباط المحسوبين علي الكتله المسيحيه اين هم مما يحدث للكنائس في المنيا هل المجلس مختصر علي السيده الفاضله النائبه ناديه هنري ؟ إلي جانب صمت القبور الذي تمارسه الدوله عما يحدث للاقباط من ارهاب وانعدام تطبيق القانون , فقد خرج الارهاب من رفح والعريش والمنيا وانتقل الي كنائس شبرا الخيمه وتحديدا كنيسه البابا كيرلس والارشدياكون حبيب جرجس والتي تم بناؤها منذ عامين ونصف وتمارس فيها جميع الصلوات والقداسات والاكاليل وبعد ان تم ارسال جميع اوراقها الي الكاتدرائيه لتقديمها الي لجنة تقنين الكنائس وبالفعل حضرت اللجنه وتمت المعاينه يوم الاثنين 6 نوفمبر 2017 وبعد تحرير محضر بالمعاينه فوجئ القمص قزمان والقس سلوانس والقس تكلا كهنه الكنيسه بأن الموظفين يحاولون قطع التيار الكهربائي رغم التزام الكنيسه بكل الاجراءات القانونيه الي جانب تركيب عدادات الكهرباء بمعرفة الشركة, واثناء تواجد فريق عمل جريدة صوت بلادي في موقع الاحداث تقابلنا مع بعض اهالي المنطقه التي تدعي وزارة الداخليه انهم من قاموا بتقديم شكاوي ضد الكنيسه كونهم منزعجين من وجود الكنيسه في منطقتهم واقامة الصلوات والقداسات بها , وقد استنكر احمد عبد النبي أن يكونوا هم سبب الاعتراض علي الكنيسه او الصلاه واضاف انه وأهل المنطقه من قاموا بالوقوف في الشارع مع جيرانهم واخواتهم المسيحيين لحماية الكنيسه, واستكمل الحديث مصطفي عرفه وقال ان هناك من روج لاشاعة ان السلفيين سيقتحمون الكنيسه ويحرقونها , وانتظروا مع اخوانهم المسيحيين يوم الخميس و لم يجدوا سلفيين ولا غيره , ويضيف محمود متولي أن الموظفين حاولوا قطع التيار الكهربائي عن الكنيسه وعندما رفض الكاهن ووقف امام الكابل الكبير المغذي للكنيسه قاموا بقطع التيار عن المنطقه بأكملها وكانوا يريدون ابعاد القس ولكن تدخلوا لحمايته وقاموا بسؤالهم ما يثبت انهم من شركه الكهرباء ولكن “محدش سأل فيهم”!! ويجذب طرف الحديث اسعد لمعي: لا نعرف لمصلحه من ما يحدث وايه حكايه اغلاق الكنائس كل يوم والثاني, فقد قامت وزاره الداخليه باستصدار اوامر بإغلاق العشرات من كنائس عين شمس , فهل الدوله تريد ان تحول الاقباط الي بلطجيه ؟ فالكنائس تحض الشعب علي التسامح والمحبه والسلام وما هو السبب الحقيقي لإغلاق الكنائس نريد ان نعرف من يفعل ذلك ولماذا؟ هل هناك من يريد ان يفجر الحرب الاهليه في مصر ؟ وانتهي حديثنا مع اهالي منطقه شبرا الخيمه. الغريب في الامر انه بين ليلة وضحاها صدر قرار بإزاله مبني الكنيسه حيث ادعي موظفو المحافظه انها بنيت في منطقه عشوائيه, اذا فمن الملزم ان تقوم الجهات التنفيذيه بمحافظه القليوبيه بازاله المنطقه بالكامل حيث ان جميع المباني التي تجاور مبني الكنيسه كلها مصنفه تحت منطقه عشوائيه ! ماذا تفعل وزارة الداخليه والقائمين عليها في هذا البلد وهل هذه الحكومه تريد استثمار او اصلاح اقتصادي أو تعليم أو سياحة ؟ فهل من الحكمه أن تأتي سياحه غربيه في دوله تمارس القمع والاضطهاد المعلن وتغلق الكنائس للمسيحيين وتبحث عن سياحه من الغرب المسيحي في بلاد تترك الارهاب يرتع في اراضيها يقتل المسيحيين ويمنعهم من اقامة صلواتهم ويقتحم دور عباتهم و ازالتها بعد سنين من بنائها ؟ اي ادارة هذه ؟ واكاد اجزم وأؤكد إن كانت الدوله استعانت بأحد الخبراء المعنيين لخراب مصر ما كانوا ابدعوا مثلما فعلت هذه الحكومه وبرلمانها خلال السنوات الماضيه والتي باتت كالترزي الفاشل الذي يقص ويحيك قوانين مهترئة وفق الهوي قصاصه من هنا وخرقة من هناك فلم يعد لهذا المجلس وحكومته غير سن قانون حظر اهانه وازدراء إبليس !

د. مرفت النمر

 

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك