الكاتب الأستاذ طلعت رضوان يكتب :
لاتخلو مدينة أوقرية فى مصرمن وجود ضريح أوأكثرلولى من أولياء الله الذين يعتقد شعبنا فى تقواهم ، ولذلك تحتفظ ذاكرتهم بالموعد السنوى للاحتفال بذكرى مولدهم . وفى الموعد المحدد يتوجه الآلاف إلى مكان الضريح حيث مراسم الاحتفال ، الذى يمتد غالبًا لمدة أسبوع ، مثل مولد السيد البدوى بطنطا ومولد السيدة زينب ومولد الحسين بالقاهرة.. إلخ بالنسبة للأولياء المسلمين ، ومولد السيدة العذراء بالزيتون بالقاهرة ومولد سيدى العريان بالمعصرة قرب حلوان أومولد القديسة دميانه بمحافظة البحيرة.. إلخ بالنسبة للأولياء المسيحيين .
وفضلا عن تعدد الأولياء فى ربوع مصركلها ، فقد أسقط شعبنا حاجزالمكان (أهالى الأقصر يتوجّهون إلى الاسكندرية للاحتفال بمولد المرسى أبوالعباس وغيره من الأولياء ، وأهالى الاسكندرية يتوجّهون إلى الأقصرللاحتفال بمولد سيدى أبوالحجاج أوإلى قنا للاحتفال بمولد عبد الرحيم القناوى إلخ وأهالى دمنهور وأهالى طنطا يتوجّهون إلى القاهرة للاحتفال بمولد السيدة زينب والحسين والسيدة نفيسة إلخ وأهالى القاهرة يتوجّهون إلى دسوق للاحتفال بمولد إبراهيم الدسوقى وأهالى حلوان يتوجّهون إلى محافظة البحيرة للاحتفال بمولد القديسة دميانه وأهالى محافظة البحيرة يتوجّهون إلى القاهرة للاحتفال بمولد ماربرسوم العريان إلخ) أى أنّ أهالى كل مدينة وكل قرية لايتقيّدون بالولى المحلى لمدينتهم أوقريتهم ، إنما يتبرّكون بكل الأولياء ، أى أنّ شعبنا مؤمن بالتعدد . فمن أين جاء هذا الإيمان بالتعدد ؟ جاء من ظاهرة تتجاهلها الثقافة السائدة وهى أنّ الحضارة المصرية حضارة إتصال ، أى أنه لم يحدث انقطاع ، إذْ أنْ تعدد الأولياء هو إمتداد لتعدد الآلهة ، حيث أنّ أتباع آمون يحتفلون مع أتباع (رع) وأتباع إيزيس يحتفلون مع أتباع (حتحور) إلخ وبسبب هاتيْن الظاهرتيْن (تعدد الآلهة وتنوع المريدين بغض النظرعن مكان الإله المحلى ) فإنّ شعبنا يقضى معظم أيام السنة فى احتفالات تُشعره بالبهجة والسرور، ويُمارس إبداعه الثقافى ، أى يُنتج ثقافته القومية ، وهى الظاهرة التى تعرفها كل الشعوب المتحضرة .
يتولد عن ظاهرة الموالد سؤالان : الأول ما السر وراء إهتمام شعبنا بالأولياء والاحتفال بذكرى مولدهم ؟ الثانى : لماذا يعادى الأصوليون وبعض الماركسيين ظاهرة الموالد ؟
جذور الظاهرة :
بالرجوع إلى علم المصريات ، نكتشف أنّ جذورالظاهرة نشأتْ فى ظل مجتمع نهرى / زراعى ، وكانت البداية مجرد تعبيرعن الفرحة فى موسم حصاد الزرع ، فكان الرقص والغناء . ومع إبداع جدودنا لفكرة الآلهة ، تنوّعتْ الاحتفالات وتعدّدتْ ، فكان الاحتفال ب (حابى) إله النيل والاحتفال ب (خنوم) الذى يصنع الإنسان على عجلة الفخاربتكليف من الإله (آمون) والاحتفال ب (تحوت) رب الحكمة والكتابة ، والاحتفال ب (أوزير) رب الحساب فى الآخرة ، والاحتفال ب (إيست = إيزيس) رمز وفاء الزوجة لزوجها ، والاحتفال ب (حورس) رمز وفاء الابن لأبيه ، والاحتفال ب (بتاح) الذى خرجتْ كل الآلهة من فمه بكلمة.. إلخ .
وجاء فى معجم الحضارة المصرية أنّ الاحتفالات السنوية لتكريم الآلهة تستمرلعدة أسابيع . وعن هيرودوت المؤرخ اليونانى الذى زارمصرحوالى عام 450 ق.م فإنّ ((أعياد بوباسطه كانت تجذب إليها سبعمائة ألف حاج من النساء والرجال . وأنّ عيد (أوبت Opet ) وعيد الوادى كانا يشغلان السكان ، فيستغرق الأول حوالى شهر. وهناك عيد شهيرآخر، عندما كانت حتحور (ربة دندره) تذهب أثناءه فى كل عام لتقضى أسبوعين فى إدفو مع زوجها (حورس الإدفوى) فكان بقاؤها هناك فرحًا طويل الأمد . وزيادة على هذه الأعياد الإقليمية ، كان لكل مدينة تقويمها الاحتفالى الخاص)) (مكتبة الأسرة عام 96ص 39) وذكرعالم المصريات الكبيرسليم حسن فى الجزء الثانى من كتابه (الأدب المصرى القديم) أنّ جدودنا ((كانوا أهل فرح ومرح ومولعين باللعب والتمتع بكل نواحى الحياة والموسيقى)) (ط 1 عام 45، ط 2 كتاب اليوم – مؤسسة أخباراليوم – ديسمبر90ص 157) وذكرأيضًا ((أما الرقص فالظاهرأنه كان موجودًا فى الدراما المصرية ، ففى تمثيلية (التتويج) ذكرت البردية أنّ (تحوت) كان راقصًا . ونعرف من الرسوم التى على الجدران أنّ الرقص كان يلعب دورًا عظيمًا فى الأعياد والاحتفالات الدينية المختلفة)) (المصدرالسابق ص 58) وذكرعالم المصريات(دونالد ريد فورد) أنّ كل بلدة فى مصرالقديمة كانتْ تتحلق حول ضريح صغيرمنذورلإله محلى وأحد هذه الأضرحة بناه (سنوسرت الأول) للاحتفال بالإله آمون ، أى الباطن (أخناتون ذلك الفرعون المارق – ترجمة بيومى قنديل- سلسلة (تا ميرى) دارالوفاء للطباعة والنشربالاسكندرية- عام 2000ص 15، 16) .
إنّ ظاهرة الموالد رغم مظهرها الدينى ، تؤكد على أنّ الثقافة القومية المصرية ثقافة إتصال ، وذكرعالم المصريات (محرم كمال) عن احتفال شعبنا بمولد سيدى أبوالحجاج بالأقصر أنّ ضريح هذا الولى داخل مسجد أقيم على جزء من معبد الإله آمون . وكما كان الإله يخرج فى احتفال مهيب من معبده مرة كل عام فى سفينته المقدسة فيطوف أرجاء مدينته التى يتولاها بحمايته ، فإنّ سيدى أبوالحجاج يخرج هوأيضًا مرة كل عام (آثارحضارة الفراعنة فى حياتنا الحالية- سلسلة الألف كتاب الأولى عام 1956- دارالهلال- عدد 38من ص 73- 79) .
وتنعكس الحضارة المصرية- كذلك- على شعبنا المعاصرلنا الذى أطلق على السيدة زينب بعض الصفات التى أطلقها جدودنا على الإلهة إيست (أى إيزيس) مثل صفة (الطاهرة) من بين صفات عديدة (أنظرعلى سبيل المثال : أدولف إيرمان فى كتابه ” ديانة مصر القديمة” ترجمة د. عبدالمنعم أبوبكر، د. محمد أنورشكرى- مكتبة الأسرة عام 97ص 484) كما أطلقوا على الحسين صفة (سيد الشهداء) وهى الصفة التى أطلقها جدودنا على أوزير. وذكرهيرودوت أنّ من عقائد المصريين ((من مات غريقًا مات شهيدًا وأنّ أوزيريس إمام الشهداء)) (هيرودوت يتحدث عن مصر- ترجمة د. محمد صقرخفاجه- هيئة الكتاب المصرية- عام 87ص 199) .
دليل آخرعلى أنّ علاقة شعبنا بالأولياء تمتد جذورها إلى الحضارة المصرية ، هوالتوقف لتأمل ظاهرة إرسال خطابات إلى الأولياء (سواء عن طريق البريد أوداخل صندوق الضريح) وهى الظاهرة التى استرعتْ إنتباه عالم الاجتماع الكبيرد. سيد عويس الذى أصدرعام 1965 كتابه حول ظاهرة إرسال خطابات إلى ضريح الإمام الشافعى ، وحلّل فيه 163رسالة يشكوفيها أصحابها من الظلم الاجتماعى أوزوجة تشكومن سوء معاملة زوجها أومرؤوس يشكورئيسه إلخ فكتب ((كان الموضوع الهام هوالصلة بين الإمام الشافعى كقاضٍ يرأس المحكمة الباطنية كما يعتقد فى هذا بعض مرسلى الرسائل إليه من المصريين المسلمين ، وبين الإله أوزيركقاضٍ لمحكمة الإله الأعظم فى مدينة الأموات التى يرأسها)) وذكرأيضًا (( إنّ مكانة الآلهة المصرية انتقلتْ فى فترات التحوّل فى تاريخنا المصرى بعملية توفيقية إلى الأنبياء والقديسين ثم الأولياء)) (الازدواجية فى التراث الدينى المصرى ص 17)
تكفيرالمظاهرالاجتماعية :
أما عن السؤال الثانى : لماذا يُعادى الأصوليون وبعض الماركسيين ظاهرة الموالد ؟ فإنّ الأمربالنسبة للأصوليين واضح ، ومن اليسيرعلى أى باحث أنْ يفهم ويتفهم موقفهم ، فهم يعتمدون (فى تأسيس أى رأى) على مرجعية واحدة هى المرجعية الدينية. وتقديسهم للنصوص منفصل تمامًا عن الحراك الاجتماعى ، ويستبعد دائمًا الثقافة القومية التى أبدعها شعبنا عبر تاريخه الممتد منذ آلاف السنين ، لذلك نجد أنهم يستبعدون علاقة الظاهرة (مثل الموالد وسبوع الطفل وخميس وأربعين المتوفى إلخ) بالمنتج الثقافى لشعبنا تأثرًا بتوجهات محمد بن عبدالوهاب وغيره من الأصوليين . كما يجب ربط التوجه الأصولى بظاهرة تكفيركافة المظاهرالاجتماعية التى لاتتفق مع مرجعيتهم الدينية ، مثل أعياد الميلاد وتحريم حضورأفراح الزواج ، وانفصال النساء عن الرجال (الفرح الإسلامى ومدرجات المدارس والجامعات إلخ) وتحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم وأفراحهم إلخ وهى مظاهر(أى التحريم والتكفير) حديثة نسبيًا لم يعرفها شعبنا وحتى الستينيات من القرن العشرين على وجه التقريب . ولكن الأمر يكون أكثرتعقيدًا مع بعض الكتاب المعادين لظاهرة الموالد أوغيرها من مظاهر احتفالية شعبية ، بحجة أنّ هذه المظاهرتـُرسّخ التمسك بالخرافة التى يجب التخلص منها.. إلخ ويغيب عن فكرهؤلاء الكتاب التفرقة بين الخرافة والأسطورة من ناحية ، كما يغيب عنهم – من ناحية ثانية- النظرإلى مفهوم الثقافة القومية التى تعنى مجموع أنساق القيم التى أبدعها شعب من الشعوب عبرتاريخه الممتد ، وتبعًا لذلك فإنّ الأمريتطلب من الباحث التوقف أمام كل ظاهرة اجتماعية لتأملها ودراستها قبل الهجوم عليها والسخرية منها ، ويكفى أنْ نعلم أنّ الشعوب المتحضرة مازالتْ تـُمارس طقوسها وعاداتها وتحافظ على أساطيرها وتاريخها حتى اليوم ، رغم تقدمها العلمى والتكنولوجى مثل الشعب اليابانى والشعب الإسبانى على سبيل المثال فقط .
ظاهرة الموالد توحّد شعبنا :
وإذا كانت ظاهرة الموالد تؤكد أنّ ثقافتنا القومية ثقافة اتصال لا انقطاع ، فما هى العوامل الايجابية التى تدعوإلى التمسك بها والدفاع عنها فى مقابل السلبيات التى يراها المعارضون ؟
عند أول ملمح نكتشف أنّ ظاهرة الموالد توحّد بين أبناء شعبنا (مسلمين ومسيحيين) فإذا كان المصرى المسلم يحتفل بالسيدة زينب إلخ فإنّ المصرى المسيحى يحتفل بالسيدة العذراء . وإذا كان المصرى المسلم يحتفل بالحسين فإنّ المصرى المسيحى يحتفل بمولد ماربرسوم ، وأنّ الاحتفال بهذا العيد المسيحى له من الشعبية عند المسلمين ما له عند المسيحيين . كما أنّ المسلمين ((ينتحلون بلطف (ماربرسوم) فيُشيرون إليه كما سمعتْ ب (سيدى محمد برسوم)) (أنظركتاب الموالد فى مصرتأليف مكفرسون- هيئة الكتاب المصرية- ص 363) وذكرد. سيد عويس أنّ شعبنا تربطه علاقة وثيقة رغم تعدد الأديان : فنجد سيدة مسيحية تصوم شهررمضان كى ينجح ابنها أوتزورالسيدة زينب ، وبالعكس تجد سيدة مسلمة تصوم صيام العذراء أوتزورمارى جرجس أوالقديسة دميانه (أنظركتاب أبعاد الشخصية المصرية بين الماضى والحاضر- مجموعة دراسات إعداد طلعت رضوان – هيئة الكتاب المصرية- عام 99ص 81) والنتيجة المستخلصة هنا أننا نحن المصريين نتاج ثقافة قومية واحدة ، هى التى وحّدتْ بيننا رغم اختلاف المعتقد الدينى ، لافرق بين مولد السيد البدوى ومولد ماربرسوم ومولد السيدة زينب ومولد السيدة العذراء إلاّفى كلمات الأغانى التى هى استلهام متوارث عن حياة القديس أوالولى ، بالاضافة إلى إطلاق سمات الثقافة القومية المصرية على هذا الولى أوذاك ، سواء كان هذا الولى شخصية حقيقية أو أسطورية. كما أنّ الموسيقى التى تُصاحب كلمات الموال أوالقصيد الدينى من إيقاع واحد ومن ذات النبع المصرى القديم ، خاصة فى استخدام المنشد المسلم والمنشد المسيحى الناى المصرى ، وأنّ تلك الألحان هى امتداد للألحان التى كانت تـُعزف فى المعابد المصرية ، وهو الأمرالذى أكده كثيرون من المهتمين بالموسيقى فى مصرالقديمة. وذكرد. سيد عويس ((لايمكن أنْ أنسى دراستى مع الموسيقى سليمان جميل . رحنا ندرس حلقة (الزكر) وجدنا وزيرًا سابقًا ، وهذا عم فلان بائع متجول ، طوابيرفى الحضرة الصوفية ، وجدنا الكلام أحدث من اللحن ، اللحن كنسى والكلام إسلامى فى مدح الرسول والحسين والأولياء)) (المصدرالسابق ص 85) .
إنّ المعنى المستخلص من توجه القاهرى إلى طنطا والعكس إلخ إنما يُشيرإلى انتقال المصرى من مرحلة تعدد الآلهة إلى مرحلة تعدد القديسين والأولياء ، وهوالمعنى الذى رسّخ فى أعماقه فضيلة التسامح ، أى قبول الآخرورسّخ قيمة التعددية فى إطارالقومية الواحدة ، لذلك لم يحدث أنْ كفرأتباع سيدى القناوى أتباع أبوالحجاج ، بالضبط كما كان أتباع (رع) لايُكفرون أتباع (بتاح) ولو حدث واهتم التعليم والإعلام بهذا الجانب (تشجيع وتأكيد كافة مظاهراحتفالات شعبنا التى يمارسها المسلمون والمسيحيون) لخرجنا بنتيجة مؤكدة وهى أنّ ثقافتنا القومية مع مبدأ الاعتراف بالآخر، رغم اختلاف المعتقد الدينى والمذهبى ، وهوالمبدأ الذى نشأ فى إطارالقومية الواحدة ، وهومبدأ يحرص الأصوليون على هدمه ويتمنون لو نجحوا فى انتزاعه من وجداننا .
لقد ابتكرجدودنا العديد من أشكال التكافل الاجتماعى ، يمكن أنْ نُطلق عليه (العطاء الكريم) فمن أجل المحافظة على ماء وجه المحتاج ، ابتكرالمصرى القادرماديًا فكرة النذورللآلهة التى انتقلت إلى النذورللقديسين والأولياء. وابتكرفكرة توزيع (الرحمة) على الأموات وهى ذات الظاهرة التى كان يُمارسها جدودنا المصريون القدماء واستمرت حتى الآن ، بل إنّ كلمة (الرحمة) لها ما يُقابلها فى الهيروغليفية ، وهوما يؤكد الاتصال الثقافى ، كما يُلاحظ أنّ أغلب القادرين ماديًا يُوزعون رغيف الأرزباللحمة من غيرنذور، وإنما هبة للمحتاجين وهى ظاهرة يستحيل تواجدها فى غيرمجتمع نهرى / زراعى مثل مجتمعنا المصرى ، ومن مزايا الموالد الترويح عن النفس من خلال الرقص والغناء. كما أنّ الموالد هى مناسبات متعددة لرواج حركة التجارة الشريفة (بيع القصب والحمص وبعض الأطعمة وألعاب الأطفال مثل المراجيح إلخ) وهى ذات المظاهرالموجودة فى الاحتفال بمولد القديسين المسيحيين والأولياء المسلمين . والظاهرة الأهم هى أنّ من يكتبون الأغانى ويُلحنوها معظمهم من الأميين ، وهى الظاهرة التى لمستها بنفسى من خلال زياراتى المتعددة للكثيرمن موالد القديسين والأولياء فى معظم محافظات مصر. ومعنى ذلك أنّ (الأميين) المصريين ينتجون ثقافتهم القومية الخاصة بهم ، وبالتالى فإنهم لم يتحوّلوا (إلى الأبد وبشكل مطلق) إلى مجرد (مستقبلين) لما تبثه الميديا المعاصرة .
إنّ الشعب الذى يكتفى بتلقى الثقافة السائدة المفروضة عليه من مؤسستىْ التعليم والإعلام محكوم عليه بالانقراض ، لذلك نرى الشعوب المتحضرة لازالت تمارس فنونها القومية رغم تقدمها العلمى والتكنولوجى ، ورغم مستوى معيشتهم المتقدم ، ورغم تقدمهم فى كافة مجالات العلوم الطبيعية وتفردهم فى مجالات الأدب والفلسفة.
وشعبنا (الفقيرالأمى) شعب متحضر، طالما ظلّ مبدعًا لثقافته الخاصة ، وكأنما خبرة التراث قد تغلغلتْ فى أعماق روحه عندما قال الحكيم المصرى على لسان أوزير، وهو يخاطب جدودنا المصريين القدماء (( أعلمكم الزراعة والكتابة والغناء)) .
طلعت رضوان
تعليقات الفيسبوك
أترك تعليقك