قتلة الأسقف مازالوا يرهبون الأقباط ويحاربون الرهبان

90

الدكتورة مرفت النمر تكتب :


في سابقة لم تعد جديدة وهي شيطنة الرهبان وإظهارهم في صورة القتلة والطامعين المنحرفين والشواذ كون ساكني القلالي هم من حفروا التاريخ القبطي لمصر ومن حافظوا علي هويتها رغم الاحتلالات والاضطهادات وتعدد الثقافات ولأن لا احد يملك الحقيقة وراء تصفية الأنبا إبيفانيوس جسديا بهذه الطريقة العربية البدوية التي أوصي بها عمرو بن العاص ابنه قائلا “عليك بهامات الرؤوس” حتي وإن خرجت الصور الموجهة للرأي العام تارة أنها صراعات علي السلطة وتارة أخري تناحر للحصول علي الأرض والمال والنساء ومرة ادعاء الاختلاف العقائدي كما حاول الراهب باسيليوس المقاري توجيه مسار القضية في هذا الاتجاه منذ اللحظة الأولي لمقتل الأنبا إبيفانيوس وتأكيدا لهذا التوجيه خرجت صورة للراهب أشعياء المقاري أثناء رسامته علي يد البابا شنودة لتبدو الصورة وللوهلة الأولي أنه صراع شنودي متاوي متجاهلين أنه دائما هناك جانب خفي غير واضح لا يظهر للعامة ويكون هو السبب الرئيسي الذي أدي إلي الأحداث, ويخطئ من يظن أن تصفية الأسقف جسديا كانت بسبب الخلافات الشخصية أو السلوكية كما حاول البعض فرض هذه الصورة علي الميديا بل كان السبب الاقوي للتخلص من الأسقف هو مشروع توحيد الأديان الذي كان يتبناه الأسقف المهدور دمه مع الفاتيكان وبرغم الإصرار علي تجاهل وإخفاء هذا الجانب من القضية برمتها كونه هو السبب الرئيسي للتخلص من الأسقف والذي كان من المتوقع أن يعود بأقباط مصر ومسيحيي العالم إلي المسيحية الأولي وهي مسيحية المسيح في الجسد الواحد إلي جانب منح وتمتع أقباط مصر ومسيحيي الشرق الحصانة و المساواة في الحقوق والواجبات كونهم تحت قيادة ورعاية وحماية دولة الفاتيكان كون أن الأرهاب والإرهابين في مصر لا يستطيعون الاقتراب من الكنائس البروتستانتية كونها من الطوائف التي تتمتع بحماية الكنيسة الانجليكانية بإنجلترا إلي جانب الكنائس الكاثوليكية والتي تتمتع هي الأخري بحماية ورعاية دولة الفاتيكان, إذا فكيف يتم تأديب وردع الأقباط عند الضرورة وحرق كنائسهم وتهجيرهم والاستيلاء علي أموالهم وقتلهم إذا لزم الأمر بعد ان تكون الكنيسة القبطية في حماية الفاتيكان؟ ولم يكن أحد يعلم بتفاصيل هذا المشروع وتفاصيله غير الأسقف وبعض المرتزقة المدسوسين داخل الدير والقليل من المقربين له بالإضافة إلي الراهب الذي انتحروه بتسميمه بوجبة غذائية بعد نقله من دير أبو مقار الي دير المحرق والذي صرح أكثر من مرة للبعض أنه يعرف الأشخاص الذين اغتالوا الأسقف والذين تآمروا ودبروا لاختفائه من المشهد وقد أظهرت الجروح الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي المُشرح والتي تؤكد أن الأسقف اُغتيل بأداة حادة قاطعة ثقيلة ويرجح ان تكون الجريمة حدثت بأكثر من أداة ونعيد ونكرر قطعة الحديد التي قدمتها الشرطة للمحكمة لا تسبب الوفاة أبدا كونها جوفاء وخفيفة قد تُحدث جُروح رضية وليست قطعية كما جاء بتقرير الطب الشرعي أن سبب الوفاة جروح قطعية حدثت بأداة حادة كالة ثقيلة و كون قطعة الحديد المقدمة للمحكمة لايزيد وزنها عن 900 إلي 1000 جرام فبكل تأكيد ليست هي الأداة المستخدمة في مقتل الأسقف وكون أن الأنبا إبيفانيوس كان طوله حوالي 180 سنتيمترا وهذا وفق رؤية العين للأسقف وأثناء زيارتنا للدير عدة مرات أثناء حياته وبشهادة الشهود فلابد أن يكون القاتل أطول قامة من الأسقف لأن إحدي الضربات والتي أدت إلي الوفاة فوق هامة الرأس أعلي الجمجمة فمن المستحيل وبأي حال من الأحوال أن يكون الراهبان أشعياء وفلتاؤوس هما القاتلين حيث أنه و من المستحيل أيضا أن يصلا إلي هامة رأسه وهما أقل منه طولا إلا اذا كان الراهب اشعياء وزميله قاما باستئذان الأسقف أن يقفا فوق كرسي لكي يقتلاه!! أو أقنعاه بأن يجلس القرفصاء لكي يتمكنوا من قتله !! ووافق الأسقف علي ذلك ومكنهم منه!! أما بالنسبة للراهب زينون المقاري والذي كان شاهد العيان علي مقتل الأسقف وعرف من وراء مقتل رئيسه والزج بالراهبين الغلابة إلي الإعدام فمن المؤكد أن القتلة مازالوا يرتعون بنفوذهم داخل الكنيسة والأديرة حيث أن من المفترض أن ادارة كل دير تكون مستقلة بذاتها. فمن المعروف أن نقل اي راهب من ديره الذي رُسم فيه إلي دير آخر تكون عقوبة له علي جرم اقترفه , فما هو التجاوز أو الخطأ الذي وقع فيه زينون الراهب استوجب معه عقوبته ونقله من ديره؟ ونُجيب: لأن الراهب عرف القتلة وقام بتصوير أحد الأساقفة وهو بصحبة أحد رجال الأمن وهما يخططان ويمهدان لإلصاق مقتل الأنبا إبيفانيوس للراهب الغلبان أشعياء كونه كان هناك بعض الخلافات بينه وبين الأسقف, وما هو سبب نقل الراهب زينون؟ ونرد :لتصفيته جسديا خارج أسوار دير أبو مقار لأنه من غير المعقول أن تحدث جريمتي قتل خلال شهرين في ذات الدير فكان لابد من نقل الراهب زينون الي دير آخر لتسهيل التخلص منه لأنه ومن غير المعقول أيضا أن يُقتل بنفس طريقة الأسقف, بالإضافة إلي أن الجريمة الأولي تم إلصاقها بأشعياء وفلتاؤوس فهما الآن مُقيدا الحرية وتتم محاكمتهما فإن تم قتل الراهب زينون بنفس طريقة الاسقف وداخل نفس الدير ستنكشف الجريمه الاولي و تظهر براءة الراهبين وتؤكد ان القتلة مازالوا يرتعون يحصدون ارواح كل من رأي مقتل الاسقف وعرف المنفذ و من سهَّل وساعد في اغتيال رئيس الدير فكان علي القتلة نقل الراهب زينون للتخلص منه في مكان بعيد عن ابو مقار وتكون تصفيته بطريقة مختلفة, تري من طلب نقل الراهب؟ ومن له القدرة علي إعطاء الأوامر لجميع الاديرة؟ فكل من قرر ووافق علي نقل الراهب زينون هو شريك في قتله كونه يعرف أنه سيُقتل لإسكات صوته الصارخ بالحق في برية وادي النطرون . الأغرب من ذلك ما رواه الراهب زينون للعديد من الرهبان وقبل ان ينتحروه بعدة أيام, فبعد ان ذهب إلي دير المحرق وجد معاملة سيئة وتجاهل من رئيس الدير وبالإضافة إلي أن القلاية التي كانت مٌعدة لإقامته بها متسخة وقذرة وسيئة ورائحتها كريهة للغاية فاستأذن وغادر الدير بعد ان قام بالاتصال بالعديد من الرهبان وأخيرا استقر به الحال في دير السيدة العذراء والأنبا كاراس بوادي النطرون والذي يرأسه الراهب يعقوب المقاري وقام بتدشينه البابا شنودة والذي يريد البطريرك الحالي الاستيلاء عليه. واستمر الراهب زينون ما يقرب من اسبوع مع الراهب يعقوب المقاري مستقر ينتوي البقاء في دير السيدة العذراء إلي أن جاءته مكالمة من رئيس دير المحرق بالتهديد والوعيد والتجريد من الرهبنة بعد ان وصلت إليه معلومات مؤكدة أن الراهب زينون سيذهب للمحكمة و يدلي بشهادته لصالح أشعياء وفلتاؤوس وسيصرح بمعلومات وحقائق ستقلب القضية رأسا علي عقب وذلك في الجلسة المنعقدة الخميس 27 سبتمبر 2018. ورد الراهب علي مكالمة رئيس دير المحرق ووعده بأنه سيعود للمحرق بعد أن يقوم بشراء بعض الاحتياجات التي تنقصه كي يستطيع ان يقيم في تلك المقبرة التي أعدت له و يدعي دير المحرق أنها قلاية! ووافق الاسقف وكان ذلك يوم الاربعاء الموافق 19 سبتمبر 2018 وبعد هذه المحادثة بساعة تقريبا جاءته مكالمة أخري من الانبا(م) أسقف (فرنسا) والذي كان متواجدا بمصر في ذلك الوقت وأمر الراهب زينون بالعودة فورا إلي دير المحرق وكان الوقت متأخرا فاستأذن الراهب من الأنبا (م) بأن يؤجل السفر لليوم التالي فرفض الأنبا (م) وأصر علي عودة زينون لأسيوط فورا وقال له نصا ان لم تعد باكر إلي دير المحرق سوف آتي بنفسي لآخذك من دير الأنبا كاراس وأمام إلحاح و إصرار أسقف (فرنسا) استجاب زينون بعد ان حصل علي مبلغ مالي من إخوته في المسيح يقدر بحوالي 20000 جنيه لكي يتمكن من شراء بعض احتياجاته وكانت معنوياته مرتفعة للغاية بعد اتصال 2 من الاساقفة به وإصرارهما علي عودته للمحرق وبالفعل عاد الراهب في الصباح الباكر إلي اسيوط ولم يعلم أن إصرارهما علي عودته لتصفيته قبل الإدلاء بشهادته أمام المحكمة !! ملعون يهوذا ومرزولة ذريته! إلي هذا الحد كان الراهب المغدور به يشكل خطرا داهما بشهادته علي القتلة ؟ ولماذا دير المحرق تحديدا ؟ لأن جميع الأديرة تقوم بوضع الطعام علي مائده واحده كما اقتسمها السيد المسيح مع الجميع ليلة العشاء الأخير , ولكن دير المحرق له نظامه فالطعام فيه يٌقدم للرهبان في صواني داخل القلالي ولكل راهب صينية تخرج من مطبخ الدير إليه, وخرج طعام الراهب زينون إليه بعد أن دس السم داخله بدير المحرق وكان ذلك فجر يوم 26 سبتمبر 2018 وقبل جلسة محاكمه الراهبين في يوم الخميس 27 سبتمبر, ولأن القتلة كان هدفهم تصفية الراهب سريعا وبأي شكل وعن جهل قاموا بدس السم في الطعام وهم لا يعرفون أن الشخص المُنتحر بنفسه يأخذ السم في صورة سوائل أو حبوب يتم ابتلاعها سريعا لتنزل إلي المعده والامعاء ويتم امتصاصها فور شربها ولتقضي عليه في دقائق قليلة ولكي لا يشعر بتقلص أمعائه ويتألم وأنه من غير المعقول أبدا أن يقوم أحد بوضع السم لنفسه في طعام متماسك يتناوله قطع أو بالملعقة إلا اذا كان يريد ان يتذوق ويتلذذ بطعم السم!! وكما حدث بعد مقتل الأنبا إبيفانيوس بدقائق فقد وجدوا الرهبان اثنين من رجال الامن داخل مستشفي دير أبو مقار وقبل ان يقوم أحد بالاتصال بأي الجهات هذا حدث أيضا بعد دقائق من تسميم الراهب زينون أن رهبان دير المحرق وجدوا عدد من رجال الأمن داخل قلاية الراهب المقتول وقد قاموا بالتحفظ علي هارد الكمبيوتر الخاص به واللاب توب وبعض متعلقاته وبعد عدة ساعات من اغتياله رجع الهارد واللاب توب بعد حذف كل ما كان عليهما ! فهل للمنتحر أن يصرخ وهو يتلوي من المغص والقيء وينادي الحقوني الحقوني ؟ هل الكنيسة تصلي علي المنتحرين؟ في الحقيقة هذه التصرفات تضع الكنيسة وإدارتها علي المحك كونها تعلم انه اُغتيل مسموما مغدورا وليس منتحرا وكما جاء بتقرير الطب الشرعي أن وفاته قد تكون عرضا أي تم وضع السم له وتناوله دون أن يعلم أن الطعام مسمم! والشيء الذي توصلنا له أن الراهب زينون بعد أن علم بقرار نقله والذي ليس له اسباب غير لتسهيل اغتياله كونه ردد أكثر من مرة أمام العديد من الرهبان أن الراهبين أبرياء ووعد الراهب أشعياء اثناء استجوابه داخل الدير أنه يمتلك دليل برائتهما في حين تم توجيه اتهام رسمي لأشعياء وفلتاؤوس وقام بزيارة العديد من الرهبان وكانت نفسيته مرتفعة خصوصا بعد زيارته لنجل خالته الراهب تادرس في أبنوب بأسيوط وكان مقبلا علي الحياة بصورة ملفتة قبيل تسميمه وقتله داخل دير المحرق. فما زال هناك شيئا خفيا لم يظهر بعد وليس هناك مانع لدي القتلة ومعاونيهم ان يزجوا بالأبرياء و يطعنوا في الرهبان والرهبنة التي حافظت علي التاريخ القبطي حيث ان معظم التاريخ القبطي المدون والذي حافظ علي الهوية القبطية كان بأيادي الرهبان وكلنا ايمان ويقين أنه لا خفي وإلا ويستعلن كما قال رب المجد .

د/مرفت النمر

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك