ومازال الاسخريوطي يخون

90

الدكتورة مرفت النمر تكتب :

نقلا عن : الأهرام الجديد الكندى

تضاربت الاقاويل حول خيانة يهوذا للسيد المسيح فهناك من يعتقد أنه قد خانه من اجل المال ,ويذهب البعض الي فكره المطامع السلطويه بجانب الاطماع الماديه فعندما قام بتسليم سيده لم يكن طامعا في الثلاثون من الفضيه فحسب بدليل أنه طرح الفضه لكهنه اليهود وانصرف لأنه كان يعتقد ان جموع الشعب التي آمنت به وبتعاليمه سوف تنتفض وتخرج ضد الدوله الرومانيه بعد القبض علي ملكهم وتقوم ثورة الشعب ويكون يسوع ملكا لليهود ومن البديهي ان يكون يهوذا والتلاميذ من المقربين للملك الجديد الذي جاء بعد ثوره علي اكتاف الشعب, ولم يدقق احد في كلمات يسوع امام بيلاطس عندما صرح (مملكتي ليست من هذا العالم ,لوكانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم إلي اليهود) . فقد اصبح بعض الاكليروس لا يكتفون بالمال وإنما يريد ان يستأثر ويترأس ابراشيات ومجامع ومؤسسات اقتصاديه ويسن ويشرع قوانين وعلي ذكر سن القوانين للهواه والغير معنيين فقد قامت الكنيسه بتفويض الانبا بولا للقيام بمهام رجال القانون فكانت هذه القوانين هي الاسوء علي الاطلاق و التي سُنت منذ قيام الدوله لكي تكون السيف المسلط علي رقاب اقباط مصر بدايه من قانون بناء الكنائس والتغاضي عن قانون دور العباده الموحد واستبداله بقانون منع بناء الكنائس الذي قدمه ووافق عليه نيافته وبات من المتاح استخراج تراخيص ديار البغاء ايسر من استخراج تصاريح لبناء الكنائس , الي جانب اضافه الماده الثالثه في الدستور الغرياني البشري ! بالاضافه الي تخلي الكنيسه عن حق الاقباط في التبني ! وبعد القوانين التي تم تمريرها بات من المستحيل أن تُبني كنيسه او يُرمم مبني خدمي!! وإلي جانب هذا فقد صرح نيافته بثلاث تصريحات تُعد كارثيه ولم يلتفت إليها الكثير ولم يقرأ ما بين سطورها وكانت اولي تصريحاته كالآتي : 1- أن السلفيين فصيل وطني حتي النخاع ! 2- تنازله عن الدوله المدنيه! 3- استبدال كلمه (قادتهم الروحيه) بكلمه رئاستهم الدينيه ! هل هذه التصريحات المتلازمه والمتتاليه محض الصدفه؟ في حقيقه الامر اذا نظرنا الي هذه التصريحات وتم ربطها ببعض سوف يتجلي امامنا ان نيافته يتحدث عن تقسيم مستتر للشعب المصري الي قسمين ! عندما يصرح ان السلفيين فصيل وطني هذا وأن كل قرارات هذا الفصيل الوطني تُعد وطنيه خالصه حتي النخاع ولا يجوز انتقادها ولا حتي التشكيك بها وبنواياها وفي ظواهر الامور وخفاياها ومن يخالف ويناقش ويناقض هذه القرارات فقد وقع بين شقي رحي التكفير والتخوين ! إلي جانب تنازله عن الدوله المدنيه بمعني دقيق ومباشر ان هناك دوله عسكريه او بوليسيه , وهاتان لا يحتجان إلي تقسيم الشعب فضلا عن أنه خص السلفيين وميزهم ووصفهم بالوطنيه النخاعيه , وهذه هي مربط الفرس فعندما تكون هناك دوله دينيه اسلاميه لابد وان تكون مقابلها دوله دينيه قبطيه ! ويكون علي رأس هذه الدوله الجديده المنقسمه والوليده رئاسه دينيه وليس قياده روحيه ! وبذلك ترجع الكنيسه الي العصور الوسطي ويحكم رجال الدين (الاكليروس) الدوله الوليده المستقله ! بالاضافه الي الضغوط والاضطهادات والتفجيرات والاعتداءات التي تحدث من قبل الفصيل الوطني و لم تعد خافيه وتكون الذريعه والمبرر للتقسيم الديني الداخلي دون اللجوء الي التقسيم العرقي الجغرافي, بالاضافه الي اقناع بعض المغيبين والمقربين والمنتفعين بأن الوضع سيكون افضل عندما تكون الكنيسه واساقفتها رؤساء للدوله المستقله التي حلموا بها حتي تحقق حلم الاستقلال وعدم التبعيه ! وفي حقيقه الامر قد قمت منذ عده ايام بعمل صحيفه استقصائيه للعينه العشوائيه لبعض الاقباط وسألت سؤال محدد لكي احصل علي نتيجه صحيحه تساعدني في معرفه آراء هذه العينه وكان السؤال كالآتي (سؤالي للاقباط في مصر : هل توافق علي تقسيم مصر من عدمه وان كانت هناك موافقه اشرح لماذا واذا كان هناك رفض فلماذا ؟) لكي اثبت لنيافه الانبا والفصيل الوطني ان مصر وشعبها لم ولن ينقسم بأي حال من الأحوال ولم يستطع احد ان يقوم بنزع طرف خيط واحد من مجمل النسيج المصري برغم الفتن التي يفتعلها فصيل نيافته الوطني الي جانب معاونيه في الهيئات والوزارات ,ودخل شخص يوجه لوما قاسيا متطاولا ولم يجيب علي السؤال المطروح وخلق جو من التشاحن والسباب والمفارقه الغريبه ان من فجر هذا النقاش السلبي مهاجر خارج مصر منذ 15 سنه ! وبدلا من أن يتبني تبادل الافكار الايجابيه فقد حول الاختلاف إلي خلاف و أيقظ الفتنه بين المٌصوتين مدعيا وطنيه زائفه حنجوريه جوفاء وكان عليه ألا يتدخل في سؤال يحتاج اجابه من هم في داخل مصر ولم يوجه له ومن علي شاكلته من المهاجرين والمدعين الوطنيه فبدلا من أن يزايد بوطنيه زائفه من خلف شاشات الكمبيوتر ويعيش حياه مستقره رغده , ويصلي دون ان يمنعه احد, ويتقاضي اجر مناسب للعمل الذي يؤديه, ويجد قوت يومه نظيف ,ولا يعول هم اولاده في السكن والتعليم والكسوه الي جانب السلام الاجتماعي الذي ينعم به الي جانب عدم الاستهداف من اجل الهويه الدينيه! وهذا موجه الي الحجوريين والمزايدين :ارجعوا الي مصر وجاهدوا من الداخل كي يراكم الشعب ويري كفاحكم لكي تبقوا علي وجه الحياه (الموت من اجل الحياة) وعلي الصعيد الآخر نعلم جيدا ان هناك من اقباط المهجر يعيش بقلبه وعقله في مصر بكل تفصيلها ويعمل في صمت دون ضجيج كما يفعل البعض. وفي نهايه الامر وبعد فحص العينه العشوائيه للاقباط تبين ان جميع المصوتين رافضين لمجرد فكره وكلمه التقسيم .

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك