الدكتورة مرفت النمر تكتب :
نقلا عن : الأهرام الجديد الكندى
لم يُعد مترو الانفاق وسيله مواصلات عامه فحسب وإنما اصبح ملتقي لبعض المتطرفات والداعيات وطالبي الفتاوي داخل عربه السيدات والتي تحولت الي عربه (السيئات) إلي جانب بيع البخور والمسواك والاسدال والطُرح والسبح الاسلاميه وكأن هناك من هذه السلع ما هو كافر! فضلا عن عدم وجود أمن ولا ضابط ولا رابط داخل عربه المترو والتي تفصل بين الرجال والنساء مما يظهر عجز الدوله والقائمين عليها من ضبط ايقاع الأمور وتطبيق القانون وبدلا من ان تُشرع قوانين تحد وتقضي علي ظاهره التحرش وتنظم حال المجتمع وتحاسب المعتدين قامت بجلب قوانين بيئيه رجعيه يستخدمها سكان الخيام والخيش نظام اللادولة وقامت بفصل النساء عن الرجال آخذا بمقوله (شيل ده عن ده يرتاح ده من ده) دون ان تبحث عن حلول للظاهره الدخيله والتي تتصف بها الكائنات الغير عاقله وهي ملامسه اجساد الإناث لإشباع رغبه حيوانيه مكبوته لأي انثي يراها دون تفكير في كرامته المهدره من جراء فعلة شهوانية حمقاء مؤقتة, فضلا عن وجود بعض من تم غسل عقولهن واقناعهن بالتعدي علي كل من لا ترتدي الحجاب في ظاهرة انتشرت وقت الدوله الدينيه الاخوانيه ومازالت ولكن كان الاعلام وقتها يسلط الضوء عليها كظاهره سلبيه جديده علي المجتمع المصري ورساله موجهه لإسقاط حكم الاخوان و يبدو ان مصر كتب عليها ان تقع بين افكار الجماعات الدينيه المتطرفه و المختلفه ممن يُحرمون الحلال ويحللون الحرام ويستبيحون ما حرمه الله من قتل وزنا واعتداء علي الآخر, إلي جانب نظرة بعض من في المجتمع للمعتدي بأنه مُنزَل ليطبق شرع الله! عندما كنا نسمع ونقرأ عن بعض الاعتداءات التي تحدث لغير المحجبات في عربه السيدات بالمترو كنا نستنكر ونشجٌب ما يحدث ونمرعليه مرور الكرام ولكن اليوم أسرد ما حدث معي ولم أكن هذه المره القارئه أو المستمعه, فمنذ ايام كنت مستقله المترو من محطه (منشيه الصدر) داخل عربه السيدات وبعد صعودي للمترو وغلق الأبواب بلحظات فوجئت بسيده محجبه في حوالي العقد الرابع من عمرها وقد امسكت بشعر رأسي من الخلف وهي ممسكه بآله حاده (كتر) وقامت بقطع شعري مما اوجعني واستفزني من جراء الشد العنيف لشعري وهي مردده (شعرك ده ميظهرش غير لجوزك في البيت يا كافره) مع العلم ان الكتر لم يكن ببعيد عن رقبتي إلا بعدة ملليمترات فقمت بدفعها عني بقوه خوفا من اصابتي بجرح يذبحي بالعنق من الخلف كما حدث مع غيري من الاقباط المنحورين و عندما حاولت الاستغاثه والامساك بها لتسليمها إلي الشرطه في المحطه التاليه لتحرير محضر رسمي بالواقعه لاثبات الحاله قامت بإلقاء الكتر من شباك المترو, ووجدت أن جميع من كنَّ في عربه السيدات لم تحرك لهن ساكنه حتي غير المسلمات منهن ! لا اعرف إن كان خوف منهن أن تكون مع هذه الوهابيه أخريات أم سلبيه اجتماعيه لكثره حدوث هذه الظاهره؟ أم أن سرعه الحدث فاجأ الجميع؟! والغريب في الامر انها عندما قطعت شعري كان الجميع مُتفرج وكأنهن يشاهدن فيلم اكشن! , وبعد ان امسكت بها واحكمت يدي عليها ظلت تصرخ وتستغيث الحقوني يا مسلمين وكأنها وقعت في يد قبيله قريش! والمحزن انني وجدت عددا ليس بقليل من المحجبات يمسكون بي ويقيدن ذراعي ويُفلتنها من يدي وينزلنها في المحطه التاليه مباشره ( الدمرداش ) ولم يتركنني غير بعد ان اغلقت الابواب وتحرك المترو بزعم انها قامت بتقطيع شعري وانا قمت بدفعها نبقي خالصين وكأننا أصبحنا في دوله اللادوله وكل من له حق يأخذه بيده! وفكرت ان اذهب لقسم الشرطه لاثبات الحاله ولكن ماذا اقول وانا لا اعلم اي شيء عن هذه الوهابيه التي تعمل في جماعة النهي عن المنكر بالعنف واشهرت سلاحها خلف رقبتي لتقطيع شعري؟ الأخطر من ذلك انه كان من الممكن ان تقوم بقطع رقبتي بكل سهوله! ماذا كانت ستفعل اداره المترو الوهابيه والتي سمحت بمثل هذه الاعتداءات التي تكررت مرارا داخل انفاق الفتاوي والتي تصل إلي حد الجريمه ؟ هل إداره المترو التي قامت برفع قيمه التذكره لا يتوفر لها ان تضع كاميرات داخل عربات المترو لكي تستطيع أن تحقق شيئا من الانضباط و الأمان للمواطنين؟ هل اصبح مترو الانفاق الوسيله لتطبيق الشرع والحدود واصدار الفتاوي باضطهاد الآخر ؟ أبفصل الرجال عن النساء توقفت التحرشات والاعتداءت ؟ أم أن هذه الجرائم التي تحدث تتم تحت رعايه وزير النقل الوهابي وصاحب فكره اكشاك الفتاوي؟ عفوا أيها الساده انتم اسستم لنظام التغول علي حقوق المواطنه و حريه الآخر رغم ان وسيله المواصلات العامه هذه قد تم الانفاق عليها من ضرائب جميع المصريين ,ومن هنا نوجه رساله الي السيد وزير النقل إما ان يطبق القانون علي الجميع ويحقق المواطنه والمساواه إما ان يضع لافتات علي محطات المترو مدون عليها (هذا المترو اسلامي ويحظر علي غير المسلمين استخدامه), وتحيا مصرستان ثلاث مرات.
تعليقات الفيسبوك
أترك تعليقك