الأستاذة ماجدة سيدهم تكتب :
ومن المؤسف جدا إن أغلب ما تقدمه البرامج النسائية وماتطرحه النساء من خلال المؤسسات أو الجمعيات أو الناشطات في عرض للمشكلات أو المطالبة بحقوق للمرأة هو بالضرورة وحتما يكون ضد الرجل والهجوم العنيف والساخط على هذا الكائن المفتري بطبعه والذي ولد فقط لاضطهاد المرأة كهدف له في الحياة لتجد كل الطرح عبارة عن غضب واتهام وعداء وتحقير أيضا .. وبالمتابعة تجد أن أغلب المهاجمات يتحدثن بناء على تجارب شخصية مريرة وهي جديرة بالاحترام لكن لايليق تعميمها كوضع مسلم به وتصدير هذا الغضب والتحفز للأجيال القادمة ..خاصة وأن الأجيال اللي الحالية والقادمة كل المعطيات حولها كفيلة أن تجعلها مشوشة ومكبوتة ومضطربة المفاهيم مسبقا .. بينما لو تحدثت إحدى النسوة عن زوج أو رجل ما رائع تعتبره الأخريات مثالا نادرا ومذهلا ومدهشا ويجب أن يحتذى به بل ويدخلن في مقارنات بينه وبين انطباعهن المسبق عن الرجل في الموروث المتخلف لمجتمعاتنا .. نعم النساء في بلادي أغلبهن تعيسات نظرا لفشل العلاقة بين الرجل والمرأة ..واثق في هذا .. لكن ليس لأن الرجل هرقل بالفطرة لكن لأن ثقافة ومفاهيم المجتمع الذي نعيشه والخالي من قيم الحب والاحترام والعطاء والحنان والتحضر هي ثقافة مشوهة وعنيفة تصور المرأة على أنها كائن مختل ومعوج وغير مكتمل وشره جنسيا وجاهل جنسيا في ذات الوقت لذا يستحق العقاب والإهانة والقمع والعزلة طول الوقت ..وأن الرجل هو المقوم والقوام بلا جدال و أنه العقل الذي لا يخطيء حتى لو كان واء القضبان … هي ثقافة التسلط والتحفز وامتلاك الطرف الآخر والمنافسة على تخريبه والتى ساهمت وشاركت النساء في ترسيخها وتأييدها وزرعها في نفوس أجيال كثيرة وقفا للموروث السابق من الجدات .. ثم نعود نعاني ونبكي ونبتئس وحين ندرك حجم الكارثة التى وقعنا فيها نغضب ونرفض ثم ننادي ونطالب فيما بعد بحقوق المرأة وننعت كل الرجال أنهم نتاج مجتمع ذكوري متخلف .. ياحبيبات ..لا تلمن نتاج أفكارنا ومخاوفنا وتربيتنا ..نعم نحن المتهمات ..فنحن من تسببن في تشوه فكر الرجل بالخضوع والرضوخ والاستسلام لكل فكر عتيق وكل فكر وافد متخلف ..نحن من تسبب في انحدار القيم الخلاقية في مجتمع لأننا خفنا وقبلنا وصمتنا على التجاوزات والانتهاكات بحجة العيب والحرام ..ثم نجلس فيما بعد في البرامج أنيقات نتشدق بالحريات و نتراشق. الاتهامات في حلقات هي لتصفية الحسابات .. انتبهت نحن المتهمات ..ورغم ذلك أعول عليكن في التغيير القادم ..
تعليقات الفيسبوك
أترك تعليقك