الدكتورة مرفت النمر تكتب :
صراع دائر ودائم داخل عربات مترو الانفاق وكل ذلك يرجع الي تراخي الجهات المنوطه وعدم الرقابه واغفال تطبيق القانون اما عن عجز اما عن تعمد وقبول بما يحدث فاصبح معيار القوة هو المصدر الرئيسي والحصول علي الحق والباطل معا وفق قوة وسطوة ممارس البلطجه والعنف التي تختفي خلف رداء شفاف فاضح يدعي البعض انها القوة و السيطرة علي زمام الامور فقد نجد مظاهر الدوله الدينيه المتطرفه جاليه داخل عربات مترو الانفاق التي اصبحت تتكرر كثيرا الي ان باتت ظاهرة واصبحت النساء القبطيات واضحه كالشمس كونهن دون الحجاب و لا تحتاج جهد لمعرفة ديانتها فهناك العديد من المواقف التي تحتاج الي وقفه واضحه وصارمه من الدوله فقد ينظر بعض مدعي التدين و بعض المنتقبات نظرة المرأة الساقطه للقبطيات كونهن عاريات الرأس ويحتسبن من الذميين ولابد ان يكونوا صاغرين ومن الواضح ان هناك من يقضي حاجته في رؤوس هؤلاء المتطرفين والنسوه فقد نجد ان هناك من يؤمن ان هذا جهاد وقد يراه البعض الآخر انه واجب ديني وفقا لما هو وارد بالعهده العمريه , فقد دار هذا الحوار بين احد السيدات المسيحيات واحدي المنتقبات داخل المترو في عربة السيدات, سيده مكشوفه الشعر طاعنه في السن حوالي السبعين عام وهي تجر اقدامها المتهالكتين ربما تجد من يحنو عليها و تجد مقعدا لتستريح فقد ركبت المترو من محطة حدائق الزيتون وكانت تجلس امامها سيده اربعينيه وهذا ظهر من خلال صوتها وعنفها وهيئتها ,وفي حقيقة الامر كانت معظم الجالسات من هم فوق الخمسين الي ان صعدت سيده منتقبه اخري من محطة الدمرداش فقامت السيده المنتقبه الجالسه علي الفور وتبرعت بالمقعد التي كانت تجلس عليه للمنتقبه الاخري وهمت تستعد للنزول بمحطه غمرة فسألتها السيده السبعينيه حضرتك نازله؟ فاجبتها دون ان تدير رأسها ولم تنظر اليها وبامتعاض اجابت ايوه, فاسرعت السيده السبعينيه وقالت لها: انتي نازلة وبتتبرعي وبتورثي الكرسي الذي كنتي تجلسين عليه ؟ هذا ليس من حقك ان تتبرعي بالمقعد إلا اذا كنتي ستظلين واقفه من اجل من تتنازلي وتتبرعي لها بالمقعد فانا سيدة كبيرة ركبت قبل من ورثتيها المقعد بعدة محطات وبقيت واقفه امامك من محطة الزيتون ولم تراعي شيخوختي وقبل ان تنزلي تورثي المقعد؟ علاقتك بالمقعد تنتهي عندما تصلي الي محطتك بالاضافة الي اني لدي تذكرة مدفوعة القيمه مثلك ومثلها ! فما كان من هذه سيده المنتقبة إلا انها قامت بفتح قلاب زلظ من الشيء الذي يسمي فم لدي بني ادم واخرجت وابل من التهكم والسب وان هذه البلد خاصتها ولابد علي النصاري(الاقباط) ان يرحلوا الي امريكا أو كندا وأن الاقباط ضيوف عندها وعلي النصاري ان يتقبلوا الاوضاع دون تذمر ويكفي ان المسلمين يسمحون لهم باستخدم وسائل المواصلات العامه والاختلاط بهم الي جانب دفع الجزيه و هم صاغرين ونزلت من المترو بعد ان افرغت شحنه التطرف التي يبدو وانها مازالت متأثرة بها .
وفي اليوم التالي كانت القصة اغرب في العربه المختلطة وان دلت فتدل علي اخلاق الزحام و افتقاد الادب لبعض المدعين التدين . فقد كان المترو مزدحما عن آخره ولم يعد لأحد رفاهية اختيار اي عربة يستقلها وكانت سيده في حوالي الاربعين عارية الشعر تضع نوعا فواحا من العطور ويبدو عليها من الطبقة المتوسطه, وقفت السيده وسط الزحام الكثيف تحاول ان تثبت قدميها, وفي محطة العتبه تزايد الازدحام وصعد شخص متحرش الي المترو ووقف خلف هذه السيده وظل يحتك بها ويلامسها متحججا بشدة الزحام فرآها احد الجالسين فهم واقفا وجذبها من يدها واجلسها مكانه وظل واقفا مكانها وهنا صاح آخر لا تنطبق عليه صفة رجل فهو فاقد لكل معاني الرجوله وصاح صارخا في الرجل الذي تخلي عن مقعده من اجل السيده النصرانيه الذميه وترك المسلم يقف امامها وهي جالسه! مما شد انتباهنا فقد تكرر نفس الكلام وانه لا يجب ان يجلس النصاري والمسلمين وقوفا ولكن في هذه المرة تدخل بعض المصريين ووبخوه علي كلماته التي تدل علي التطرف خصوصا انه وصف هذه السيده بالمتبرجه وزوجها بالديوث كونها عارية الشعر ومتعطره بالاضافه الي ان هناك عربات خاصة للسيدات وكل من تصعد للعربات المشتركة عليها ان تتحمل ما تنال من تحرش وان كل من تصعد الي هذه العربات المختلطه فهي ترغب في التحرش بها, وكيف لذكر ان يلامس امرأه ويستطيع ان يقاوم ذلك الجسد المتعطر والشعر العاري؟! نهضت السيده كي تنزل الي محطتها فعاد الرجل المصري الي مقعده مرة اخري ولكن قد بدأ صراع آخر من اجل المقعد الذي اراد المتأسلم ان يأخذه بالقوة معاتبا الرجل انه تخلي عن مقعده من اجل نصرانيه متبرجة ويرفض ان يترك المقعد للمسلم! فخرج رجل آخر عن صمته وقال له عندما يتحرش بك كلب من هؤلاء سوف نترك لك مقعدا لكي نحميك منه, وظل السيجال دائرا.
الواقعه الاخري : في خط المرج الجديده صعدت الي المترو فتاه عشرينيه دون حجاب ويميزها صليب صغير علي يدها اليمني ركبت من محطه كوبري القبه وجلست في المقعد المقابل لي وفي محطه سراي القبه صعدت سيده اخري في الثلاثين فالتفت إليها احد الجلوس يرتدي جلبابا ووجه للفتاه العشرينيه امرا بالوقوف وترك المقعد لسيده الثلاثين فهمت الفتاه وقامت واجلست السيده , وفي محطه حدائق الزيتون صعد رجل خمسيني ووقف بجواري فهم رجل الجلباب ليوجه لي انا الامر هذه المرة بالوقوف لكي يجلس الرجل فما كان مني إلا اني رفضت الانصياع الي الامر فقرر الامر بصوت عالي وحاد فصرخت في وجهه و عليَ صوتي عليه بعد ان كرر عبارة انتم ذميين ولابد من احترام المسلمين فهل يقف المسلم ويجلس النصراني وواحده ست؟ وصممت ان اسلمه للشرطه لتحرير محضر لتطاوله ولكن الغريب في الامر ان بعض الركاب تدخل لفض النزاع ووصفوه بالعفويه والبساطه وحاولت ان اجذبه خارج المترو بمحطه المطريه ولكن لم تمكنني قوتي البدنيه من ذلك وكان شاهد عيان علي هذه الواقعه تحديدا احد المحاميين من مستقلي المترو وقام بإعطائي كارته الشخصي وقد تحدثنا في هذا الشأن وتابعياته بعد ذلك تليفونيا .
والواقعه الاخيره والتي حدثت يوم الاحد الموافق 6 مايو 2018 الساعه الثامنه مساءا بالمترو القادم من حلوان والمتجه الي المرج ورقم العربه 1031 M1 وكنت شاهده عيان بكل المواقف السابق ذكرها, فقد صعدت من محطة رمسيس ووقفت بعربه السيدات وامامي فتاه في اواخر العقد الثاني من عمرها وتقف امامها سيده تعدت الخمسين عاما فقامت هذه الفتاه بالنداء علي سيده محجبه في حوالي العقد الرابع لكي تورثها المقعد ويبدو انه درس من دروس الزوايا التي تكون وسط الازقه والعشوائية نصحهم بذلك! وقبل ان تصل هذه الفتاه الي محطه غمرة حاولت ان تُجلس السيده المحجبه مكان السيده الخمسينيه واصرت السيده الكبيره علي موقفها وجلست علي المقعد ولكن تكررت نفس العباره من المتطرفه قبل نزولها وخرجت من فمها العفن ذات العبارات النتنه بأنه لا يجب علي النصاري ان يتساووا بالمسلمين وعلي الاقباط ان يقرأوا الوثيقه العمريه وكانت مفاجأه لي وكأنها الحمم البركانيه فقمت بتصويرها علي الفور لكي يكون مقالي هذا جرس انذار و بلاغ للسيد المستشار النائب العام , ووزارة الداخليه , وزاره النقل والمواصلات والي كل من يهمه الامر إليكم بعض بنود العهده العمريه كما يريد ان يطبقها المتطرفين علي المصريين من الاقباط : “ألا يحدثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسه ولا قلايه , ولا يجددوا ماخٌرب , ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الاسلام ان ارادوا , وان يوقروا المسلمين , وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا ارادوا الجلوس .إلي آخره ..
فقد ظهرت في الآونه الاخيره شائعات تكاد تصل الي حد الحقيقة المؤكده وتحديدا بعد انتخابات الرئاسة اطلقها الكثير من السلفيين بانهم يحظون برعايه وحمايه وزارة الداخليه ورئاسة الجمهوريه ! وهناك الكثير من المواقف التي تستدعي التصدي لها فعندما يخرج هذا العفن الفكري المتطرف الي وسائل المواصلات العامه فلابد ان هناك من يبث هذه الافكار كونها شريعه وجهاد وبذلك يكدر السلم العام ويمهد لحرب اهليه بين المصريين !!لذلك لابد وان تقوم ادارة المترو بوضع كاميرات مراقبه بالصوت والصوره , الي جانب وضع ملصقات تحذيريه بعدم التبرع بالمقعد قبل نزوله مباشرة وان من يفعل هذا تطبق عليه غرامه تصل الي 500 جنيها وانه ممنوع التحدث في الدين في المواصلات العامه حيث انه وسيله انتقال وليس وسيله للهدايه والنقاشات الدينيه المتطرفه , بالاضافه الي انه لابد من وسيله اتصال بقائد المترو لكي يكون علي علم بما يحدث داخل المترو لكي لا يقوم بفتح الابواب قبل وصول شرطه المترو لاتخاذ اللازم قانونا ووفق ما جاء بكاميرات المراقبه صوتا وصورة . ربما يستطيع ان نتخلص من العنصريه التي اصبحت حصادا طبيعيا لتعليم فاشل وثقافه دينيه دخيله متطرفه تُلقن داخل الزوايا الغير مرخصه والتي تغيب عنها رقابه الدوله فهذا هو نتاج الاعوام العجاف وانحدار الثقافه والتعليم والتربيه وانتشار الدروس الدينيه التي لا نعرف من يتحدث فيها وعما يتحدث وما يبثه في عقول المغيبين والمنقادين .
د/مرفت النمر
تعليقات الفيسبوك
أترك تعليقك