الرحيل لا يأتي فجأة ……..

90

الأستاذة ماجدة سيدهم تكتب :

صفارة القطار و صقيع الأرصفة المبللة بلهفة السرد المتزاحم تطعن الليل برجفة السفر الحاد .. تهطل عبر المصابيح شتات الحكايا دفعة واحدة ويرتطم الكلام على الشفاة المرتبكة والمولعة بالعشق العنيد ..

تبدي أمامه ضحكا باردا أو تماسكا هزيلا ،فيما تتهاوى في داخلها إلى فتافيت من حريق وتصنع جلبة غير مرتبة..

ترى هل كانت تخفي وخزا شاطرا أم عصفا يفتك بها ..! .. أم كانت تحاول بالجهد ترتق غصة في الروح عالقة مابين ثوبها المطرز بلهفة التمزق وصدره المهييء للعناق والسفر معا ..أم كانت ترفق بحال هزيمتها آخر الرصيف ..!

يحمل حقيبته ..يقبل يديها القابضتين على زمن يفلت من بين أصابعها بينما تصرخ الدماء فيها تتوسله أن يبقى قليلا ..

هكذا كانت تذوب رعبا من تلك اللحظة ..من توقع ظل يطاردها عن مرارة مداهمة اللقاء الأخير ..وكم تمنت الا تلتقيه ثانية كي ما يباغتها بالسفر الأكيد ..

غادر بعد ترك في روحها كل الا متلاء المتكاثر بعطر ضحكاته.. بعد أن سكب طيب الخمرات في جرح الافتقاد الحي .. بعد أن اتقنت تجاوزات كل حدود العشق وراحت تشتهي أن تظل عند قدميه راعوثا .. أجمل المجدليات وأعذب المريضات عشقا ….

غادر يودعها..يعانقها ..يطمئنها .. فتى المشاوير .. ولما همس لأول مرة “أحبك ” أدركت أنه الرحيل ..

صفارة القطار تشطر موتها بزهرات ناصعة من الوحشة وا ل ف تا ف ي ت

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك