الاول باع الراعي والثاني باع الرعية

90

الدكتورة مرفت النمر تكتب :

نقلا عن : الأقباط متحدون

في كل عصر لابد وان يكون هناك يهوذا جديد يتناسب مع المرحله القائمه فقد خرج من المسيحيين اكثر من يهوذا وكما هو معلوم ان يهوذا كان من بين تلاميذ السيد المسيح حينها وكان عددهم 12 تلميذا وخرج منهم الخائن الذي سلم سيده وبات لدي المسيحيون يهوذا لكل زمان اذ نجد خائنا وسط 12 تلميذا فلا غرابه وان وجدنا 8 يهوذات في كل 100 خادم ممن حول المذبح وداخل الكنائس والاديره والصوامع والقلالي ومما لا شك فيه ان جميع البدع والهرطقات خرجت من عقول وارحام وصدور رجال الدين وساكني الصحراء من الرهبان والمتبتلين والمبتعدين وممن اقيمت عليهم قداسات وصلوات الجناز كالموتي ويبدو ان الذي مات لدي البعض منهم هي مخافه ومحبة الله واصبحوا عبيدا للوحش المتمثل في المال والسلطه تاركين الله ووصاياه خلفهم راكضين وراء شهوات العالم , فقد خرج علينا الانبا بولا بعدة تصريحات وعبارات شهيره وفي حقيقه الامر لم يخجل الرجل منها ولم يتبرأ ولم يُكذب مجملها ولا ينكر بعضها بل علي العكس فهو فخور متباهي بما صرح به فكانت ضمن تصريحاته التي اثارت جدلا واسعا علي كافه المستويات (بأن السلفيين فصيل وطني حتي النخاع )! وهو الاسقف الشهير بلقب مدمر (حياه الشباب) بملف الاحوال الشخصه في ادعاء ان ما يردده هو ونظرائه من الاساقفه ورجال الكنيسه انه كلام الانجيل ! فضلا عن اسناد ملف آخر اليه وهو مشروع التقسيم المخطط له حتي وان لم يكن تقسيما جغرافيا بعد ان قام بتفجير قنبله جديدة ستعاني من آثارها الاجيال الحاليه والقادمه من اضطهاد وتهميش واستبعاد كان ومازال منذ العصور الاولي للمسيحيه وستظل طالما وُجد نيافته ومن علي شاكلته , فضلا عن تقديمه و تأييده لقانون منع بناء الكنائس المصريه والذي تعمد فيه هو ومرشحيه ومعاونيه في طمس الهوية القبطية التي حافظت علي مصرية الدولة الي الآن ليقضي علي ما تبقي للاقباط فيها كما فعل نظيره الانبا يوساب الذي قام بتسليم البشموريين ليد الخليفه المأمون والذي ابادهم اباده جماعية ولم تقم لهم قائمه وانتهت قصه كفاح البشموريين ولم تصبح لهم ذكري جراء خيانه الراهب الاسقف! هذا الخائن الذي فعل بهم واسلمهم ايضا كان راهبا اسقفا ميتا خرج من قبره الاختياري ليكون خادما للرعيه ولكنه سرعان ما تحول ليهوذا جديدا بشكل و اسم آخر يتناسب مع المرحله ليعمل مع ابليس ضد القبط لتوافق المصالح ! وفي حقيقه الامر لم نعد نعرف نخاطب الانبا بولا رجل السياسه ونخلع عنه رداء رجل الدين الراهب الذي قام هو بخلعه فعليا وطواعية محتفظا بمظهره الخارجي بكامل ارادته ليعمل بالسياسه ويفعل أفعال اولاد العالم فلا احد يعلم عن من نتحدث! عن عزمي أنيس الحاصل علي بكالوريوس العلوم ؟ أم عن رجل القانون والفقيه الدستوري ؟ ام الراهب المنتقل الذي اقيمت عليه صلاه الجناز ؟ فما دخل رجال الدين الاموات بسن القوانين ؟ وما هي صلة القانون وتشريعاته بخريجي العلوم وهل يُدَرس القانون بالكليات العمليه؟ الي جانب كل هذا تنازله بملء فمه عن مدنية الدولة ولم يخجل الرجل من ان يٌصرح بأنه يريدها دولة دينية بعد ان وسوس له شيطان السلطه التي يسعي إليها انه عندما تصبح الدولة دينية اسلاميه فمن المؤكد ان تكون هناك دوله مسيحية مستقلة فضلا عن انه صاحب فكره الماده الثالثه بالدستور السلفي الاخواني المهترئ الذي اصرت عليه الدولة مع بعض التعديلات وخرج وقتها البابا تواضروس يٌصرح هو الاخر بأن كلمه نَعَم تزيد النِعَم! وجاءت المادة الثالثة كالآتي : مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسي للتشريعات المنظمه لاحوالهم الشخصية وشئونهم واختيار رئاستهم الدينية , أيوجد شعب يهودي بمصر ؟ فضلا عن ان هذه الماده في حد ذاتها اهدار لحقوق الانسان !وكلمه رئاستهم الدينية التي وضعت بدلا من كلمة قادتهم الروحية لابد وان نضع تحتها العديد من الخطوط الحمراء وبتعبير اكثر دقة يؤكد ان التقسيم بالفعل يتم في هدوء وبخطوات محسوبه متعمده لتكون غير محسوسه للعامه فعندما تقوم الدولة الاسلاميه تكون هناك المسيحية ولها رئاستها وليس قادتها لأنها اصبحت دويلة وليست مؤسسة دينية تابعة للدوله! الي جانب تصريحه الاخير في احد الصحف الامريكيه وادعاء غير دقيق (يستطيع الاقباط بناء دور العباده من الكنائس في اي وقت )(ويبدو ان الاسقف الرحاله لم يعد يعلم ما يدور في مصر من احداث للاقباط من اضطهاد وقتل وتهجير وإغلاق كنائس علي رأسها امارة المنيا التي اصبحت المسرح الكبير للاحداث! السؤال الذي يطرح نفسه: من ذا الذي قام بترشيح وتفويض الانبا بولا رجل الدولة داخل الكنيسه في التصرف في اهم الملفات القبطيه مثل التطليق وتصاريح الزواج الثاني الي جانب اختياره ممثلا في لجنة كتابة الدستور وسن قانون منع بناء الكنائس ؟ لأنه من غير المعقول ان تكون الكنيسة هي من فوضته في هذه الكوارث الكونيه علي الاقباط !ومن غير المعقول ايضا ان يخرج الرجل بمثل هذه التصريحات وتُسند اليه هذه الملفات الخطيره وتكون هذه كلها بمحض الصدفه فمثل هذه التصريحات تخرج بحساب وبأوامر مباشره وفي وقت بعينه ولا تندرج تحت مصنف تصريحات تجميليه وإنما متعمده في قول فاضح يجافي حقيقه الاوضاع في مصر وبعد ان تحولت الدولة تحولا واضح الي الوهابيه الي جانب كسر الاسقف لوصية من وصايا الله وهي (لا تشهد شهاده زور) فإن لم تكن النيه مبيته بالفعل للتقسيم ممن يديرون الملف فلابد ان يتم استبعاده من المشهد علي الفور, إما أن يرجع الي قبره الاختياري من حيث اتي, أو ان يخلع رداء الدين الذي يتخفي خلفه طمعا في السلطه! ولكن وقت ان يخلع العباءه لن يصبح لوجوده معني , السؤال الذي يطرح نفسه لصالح من يعمل هذا الاسقف واي الجهات التي تعطيه الاوامر المباشرة؟ , هو رجل دين ام دوله؟ اعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله! فإدعاءات نيافتة ماهي إلا قوانين تم تفصيلها بعنايه لتقسيم مصر وتشتيت الاقباط بطريقه منظمه وممنهجه بالتعدي والاقتحام والحرق وفي النهايه تؤدي الي التهجير وفقا للماده 2 من هذا القانون كافيه للتهجير الاختياري بعد ان فشل الموالون في الاستمرار في خطة التهجير القسري و ما يحدث في اماره المنيا ماهو إلا استكمالا لبنود هذا القانون المحدد الاهداف ,ويا تري ان لم يكن الاستاذ عزمي دخل الدير وخرج اسقفا أكان سيصل الي هذه المكانه الاجتماعيه التي وصل اليها بسبب الرداء الديني الذي يرتديه للعامه؟ فهناك الآلاف من الاقباط الحاصلين علي المؤهلات الاعلي والدرسات الاكثر علما ولم يقع عليهم الاختيار رغم انهم مسيحيون ولكن هنا يختلف الامر حيث ان الرجل من المميزين كونه من رجال الاعمال المرتدين الزي الديني! فضلا عن امتلاكه قدرات من الطراز المستحب للدولة وحكومتها ولذا فقد تم اختياره بعنايه وبعد التأكد انه قادر علي تنفيذ كل ما يُسند إليه بكل دقة وبحيث يكون له داعمين من الاعلاميين والبرلمانيين من الاقباط الموقعين ادناه ومن المؤكد ان الاسخريوطي الجديد يتقن مثل هذه الفنون الدنياويه التي يفتقدها الكثير من الشعب القبطي . واذا نُظرنا لاحداث العنف التي تعرض لها الاقباط في مصر بسبب قوانينه الجديده سنجد المنيا اكثر المحافظات تعرضا للانتهاكات وتم دحر الاقباط وابتلاع حقوقهم واجبارهم علي التهجير طواعيه مثلما حدث بالعريش ورفح. وبعد ان تجلي وابدع في وضع العراقيل امام ترميم و بناء الكنائس والتي اصبحت مقيده بشروط تعجيزيه منتظرين حصاد ما زرعه يهوذا الجديد من الزوان .

د/مرفت النمر

تعليقات الفيسبوك

أترك تعليقك